كتاب “الإلحاد يهزم نفسه.. عندما تكون حجج الإلحاد دلائلُ الإيمان”
هوية بريس – مومن مقداد
كالعادة أبدع الدكتور د.سامي عامري في اختيار عنوان هذا الكتاب الذي كان عنوانه حاضرًا ويترجم نفسه ويسطر علمه ويتجلى ويتجسد في كل حرف من صفحات الكتاب الذي أبدع فيه وأتقن نسجه وأجاد في صياغته وبرع في نقله وتفنن في سرده والذي ضرب وهز قعر الخرافات التي يتمسك بها الملاحدة الشعبويون حيث أعلن المؤلف عن موت الإلحاد الرسمي والشعبي وميلاد خريفهم بعد ان حول هذا الكتاب دعاويهم إلى أساطير ثم أعلن عن طريق احتضارها قبل موتها.
ثم يعجب القارئ كيف برع وخط المؤلف هذه الفسيفساء وقادنا في حملنا على إعادة تدبر مقولات كثيرة درجنا على فهمها فهما أحاديا.
مؤلف هذا الكتاب غني عن التعريف، واضح أنه منغمس في الحوارات والجدالات، فهو ينقل أساطير الإلحاد الشعبي بإتقان وحرفية ليجعل منها أضحوكة منسية، فيعمل على تفكيك الشبهات وأثبت فساد الفكرة وغباء الدعوى لها.
فيترك للقارئ مهرجانًا من الأدلة يبدأ فيه بوجوب أعظم القول، حيث إن أبلغ طريق في إبطال دعوى ما وفك لحمتها وتكسير رونقها وتحطيم هيبتها وتدمير مفعولها هو أن تكون الأدلة على صدقها هي نفسها حجة بينة على فسادها بأن تنقلب من الإثبات إلى النفي ومن الإعمار إلى الهدم، فطريق إثبات صدقها هو في الحقيقة طريق ردها، وداعي إحيائها هو الباعث إلى ردمها، وهذا هو الذي يطلق عليه في علم المناظرة مصطلح “قلب الأدلة”، وهذا ما صاحب ورافق كل صفحات هذا الكتاب يمزق فيها أدلتهم عن طريق مفهوم قلب الأدلة ببراعة.
خلال أوراق هذا الكتاب تبدأ باستنشاق العبق تارة وتارة أخرى يعتريك الذهول.
خاصة بما يتعلق بخرافة العقلانية ودعوة أنها حكر وشيء خاص وماركة خاصة بالالحاد، وقد حطم مجددًا هذا الكتاب هذه الخرافة، ثم يثبت بترسانة من الأدلة والبراهين أن العلم هو فرع عن الإيمان بالله، ثم يضرب خرافات التطور. والداروينية متالقا في سبر والرد على اسطورة الحمض النووي الخردة وحجة التصميم بها واخيرآ يبدع المؤلف كالعادة في هتك ما تبقى من رذاذ ماء وجه الملاحدة في حقوق الانسان وحيوانة الانسان وماديته بتفتيت مفهوم الشر ومعضلته ويختم بقلب الطاولة على ملاحدة العالم وعلمانيين الارض بتكسير وتحطيم مرجعيتهم الاخلاقية وتصفيد وتكبيل فلسفتهم وادلتهم ودعاويهم حول مذهبهم النفعي.
حقيقة ما يميز هذا الكتاب هو الترتيب وضع خلاصة نهاية كل باب وفصل ولهيب الخاتمة والرسائل التي فيها كل ذلك يجعل من هذا الكتاب أعجوبة.
في النهاية لا اعتقد ان هناك انسان مسلم وداعية ومحاور ومناظر ومناقش وشخص مهتم في مجادلة العلمانيين والملاحدة ومكتبتة تفتقر لهذا الكتاب او ان لا يملك هذا الكتاب الذي يجب ان يتوج عقله ومكتبة ولسانه بأحرفه ويكون منبع المصادر والمراجع لديه لانك ستخرج من هذا الكتاب مرتاح النفس رصين العقل محباً ومجلا لدينك.