كتاب الحِكَم العطائية
هوية بريس – قاسم اكحيلات
ابن عطاء الله السكندري هو: أحمد بن محمد بن عبد الكريم ، أبو الفضل من أتباع الطريقة الشاذلية، راجع عقائدها في كتاب [دراسات في التصوف لإحسان إلهي (ص251)]. ومن أهم عقائدها القول بالاتحاد والحلول، قال أبو الحسن الشاذلي: «قيل لي: يا علي بي قل وعلي دل وأنا الكل».[ إيقاظ الهمم شرح متن الحكم لابن عجيبة (ص57)].
ولم يخرج ابن عطاء عن هذه العقيدة، وقد نقل أمورا وتفسيرات باطنية غريبة كتفسير قول ربنا: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ [البقرة:67] «بقرة كل إنسان نفسه، والله يأمرك بذبحها».[لطائف المنن لابن عطاء ط دار المعارف الثالثة (ص127)] وقول ربنا: ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا﴾ [الشورى: 49] فسروها بالحسنات. وقوله ﴿وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ﴾ [الشورى:49] بالعلوم، وقوله ﴿أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ﴾ [الشورى:50] . بالعلوم والحسنات، وقوله ﴿وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ﴾ [الشورى:50] لا علوما ولا حسنات [لطائف المنن لابن عطاء ط دار المعارف الثالثة (ص134].
أما كتابه (الحكم العطائية) فهو فيه حكم نافعة، ولكن لم يخلُ من عبارات باطلة توحي بالاتحاد والحلول وغيرها مما يخالف العقيدة، قال الذهبي: «وله عبارات في التصوف مشكلة توهم ويتكلف له في الإعتذار عنها». [العبر في خبر من غبر – وذيوله ت زغلول (3/282)].
فيقول في الحكمة رقم (77): «ما العارف من إذا أشار وجد الحق أقرب إليه من إشارته ، بل العارف من لا إشارة له لفنائه في وجوده وانطوائه في شهوده».[الحكم العطائية (ط مركز الأهرام ص59)]. ويقول أيضا في الحكمة رقم (48): «أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكون ، فإذا شهدته كانت الأكوان معك».[الحكم العطائية (ص85)].
ويقول في الحكمة رقم (92): «من عبده لشيء يرجوه منه، أو ليدفع بطاعته ورود العقوبة عنه فما قام بحق أوصافه».[الحكم العطائية (ص 62)].
وهذه أمور لا يشك مسلم في مخالفتها للعقيدة. وللكتاب شروح كثيرة مكتوبة ومرئية.
فمن كان هذا حاله لا ينصح بقراءة كتابه إلا لمن كان على دراية بعقيدته وعقائد المخالفين حتى لا يغبن فيهم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخي قاسم ورزقنا وإياكم العلم النافع والعمل به.
ألا ترى أن الأولى والأفضل عدم ذكر مثل هذه الكتب أصلا ولو من باب التحذير، إلا إذا كان الكتاب منتشرا بين الناس فحينئذ يحذرون منه. ولعل ذكر كتب أهل السنة وما اشتملت عليه من الهدى أولى.
هذا من باب المذاكرة لا التعقيب والرد.