كرونولوجيا القيم والأخلاق بمؤسساتنا التعليمية
محمد حموكة* – هوية بريس
لاشك أن الجميع قد لاحظ في الآونة الأخيرة نقاشات واسعة وفيديوهات منتشرة تبين الواقع المرير الذي تعيشه منظومة التربية والتكوين في بلادنا، والغريب في الأمر هو الانهيار الأخلاقي والسقوط المدوي للأستاذ داخل هذه المنظومة التي بسقوطه تسقط وبنهوضه تنهض، فالمتتبع للشأن التربوي ببلادنا يرى ما يعانيه الأستاذ داخل حجرة الدرس مع جيل من المتعلمين جعلهم المدرسون قطب رحى العملية التعليمية التعلمية لكن بعضهم رفض إلا أن يجعل من نفسه قطبا حادا يؤذي به من كان السبب في تعليمه.
وهنا إذ أتكلم عن هذا التذبذب الأخلاقي لابد وأن نمر مرورا على بعض من علل هذا المرض الذي يجب أن يستأصل قبل أن يتمدد أكثر_وكذلك يقع الآن_وطالما نريد أن نقف عند السبب _لأن معرفة السبب تبطل العجب_فلنرجع بالذاكرة إلى الوراء زمنا يسيرا ولننظر هل تفشى في المجتمع مثل هذه الأخلاق أم لا؟ سنجد أن الجواب يكون بالنفي طبعا، إذا ما المتغير الذي دهور المنظومة كلها خاصة على المستوى الأخلاقي؟ إن الناظر إلى المذكرات المنظمة لعلاقة المتعلم بمربيه يجد أنها لا تسمح بأدنى تدخل للمدرس كي يمارس فعل التأديب أو التربية في حين إذا قام المتعلم بتعنيف أبي إفادته الذي له حكم أبي ولادته نجد أن أقصى إجراء في حقه تغيير المؤسسة أو أشغال البستنة وما شاكلهما، أضف إلى ذلك أن الوزارة تحمل وسم التربية والتعليم فالتربية قبل التعليم هي دور ينبغي أن تقوم به مؤسساتنا التربوية، وعلاوة على كل هذا تساهم الأسرة والإعلام بشكل كبير في تدهور قيم وأخلاق أبنائنا، فالمتعلم يجد فراغا على مستوى الأسرة، بحيث لا يسأله أي فرد من أفرادها عن دراسته أو يتابعه فنجد شرخا واسعا وهوة كبيرة بين جهتين تحملان مشعل التربية وتتحملان مسؤولية التنشئة.
وأما الإعلام فقد صنع لشبابنا قدوات وهمية في حين أصبح العلماء والمفكرون والمثقفون موضوعون ومغيبون عنه، والعين إذا ألفت شيئا لم تستنكره فكيف ننتظر أن يستنكر شبابنا أشياء أظهرها الإعلام على أنها هي المظهر والسمت الأصلي للشباب وأن من خالف هذا المظهر هو الاستثناء بل هو الغريب بين أبناء سنه.
وختاما فإن الأسرة والمؤسسات التربوية والإعلام كل منهم عليه أن يرجع إلى ما كنا عليه زمنا ليس ببعيد، بحيث يمارس الكل وظيفته فلا يبقى ثقل أمانة التربية على المؤسسات التربوية حتى لا تتكرر حالات توشك أن لا تخلو منها مؤسساتنا التعليمية من تعنيف للمربين حاملي رسالة التربية داخل المجتمع، وما أمر الأستاذ الذي عنف مؤخرا عنا ببعيد ولا يقتصر الأمر عليه إنما هي قضية وصلت الإعلام وإلا فكثير منها لم تصل بل وبعضها أكثر منها.
*أستاذ التربية الإسلامية