كسرت الجيش الإسباني.. تخليد الذكرى الـ 102 لملحمة أنوال المجيدة
هوية بريس – متابعات
نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الجمعة بالدريوش، مهرجانا خطابيا تخليدا للذكرى الـ 102 لمعركة أنوال الخالدة.
وخلال هذا اللقاء، الذي حضره، على الخصوص، الكاتب العام لعمالة إقليم الدريوش، شفيق حاسي، ومنتخبون، وفعاليات المجتمع المدني، وكذا منتمون لأسرة المقاومة وجيش التحرير، تم إبراز الدلالات الرمزية والأبعاد التاريخية لهذه المحطة الوضاءة في مسلسل تاريخ الكفاح الوطني.
وقال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في كلمة تلاها نيابة عنه حميدة معروفي، مدير الأنظمة والدراسات التاريخية بالمندوبية، إن معركة أنوال المجيدة، التي قادها المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، جسدت أروع صور النضال والجهاد، وشكلت نموذجا يقتدى به في الكفاح والصمود في مواجهة المحتل الأجنبي والتصدي لأطماعه التوسعية.
وأشار إلى أن هذه الذكرى، التي تتزامن مع استعدادات الشعب المغربي للاحتفاء بالذكرى الـ 24 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، تعد مناسبة لإبراز الأدوار الريادية لقبائل وأبناء الريف في هذه الملحمة، وفي إثراء الذاكرة التاريخية الجماعية بالتضحيات التي قدمها الأسلاف والأجداد في سبيل الدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.
وفي هذا الصدد، ذكر السيد الكثيري، أنه بتاريخ 21 يوليوز 1921، كانت المناطق الشمالية مسرحا لمعركة كبرى تصدى فيها المجاهدون الأشاوس، بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، بكل إيمان واستماتة، إلى جحافل الجيوش الإسبانية الاستعمارية، في حرب غير متكافئة، قضوا فيها على الجيش الاسباني الذي كان يتباهى بقوته.
وأضاف أنه بالرغم من تحالف قوات الاحتلال الإسبانية والفرنسية، تمكن عبد الكريم الخطابي والمقاومون من الصمود في مواجهة القمع والظلم طيلة عام كامل جرت خلاله مفاوضات دون تسليم السلاح.
وأشار المندوب السامي إلى أنه بعد اقتناعه بأن الحرب غير متكافئة، فضل المقاوم عبد الكريم الخطابي، بتاريخ 25 ماي 1926، الاستسلام للقوات الفرنسية حماية لحياة الآلاف من المقاتلين المغاربة الذين كانوا يخوضون معركة التحرير.
وسجل أن ملحمة أنوال الخالدة، أضحت، بذلك، نموذجا حيا لكل الشعوب التواقة إلى الحرية والاستقلال الوطني، وانتصبت ملحمة تاريخية طافحة بأبهى صور ووقائع الكفاح الوطني، لما جسدته من قيم الوطنية ومواقف المواطنة الايجابية والاعتزاز بالانتماء الوطني وبالهوية المغربية.
وأكد السيد الكثيري، أن تخليد ذكرى هذه الملحمة التاريخية، يتوخى منه أن يكون وقفة للتأمل وفسحة لتنوير أذهان الناشئة والأجيال الجديدة، بما تطفح به من دروس بليغة وعبر ثمينة تدعو للتحلي بقيم الوطنية الحقة والمواطنة الايجابية.
واعتبر أن من شأن ذلك أن يدفع رجال ونساء اليوم والغد بالاضطلاع بأدوارهم على الوجه المطلوب والمأمول في ملاحم الجهاد الأكبر ومسيرة العهد الجديد التي يحمل مشعلها بكل عزم وإيمان وحنكة واقتدار وبعد نظر جلالة الملك محمد السادس الذي لا يألو جهدا ولا يدخر وسعا في سبيل الارتقاء بالمغرب، وإنجاز المشروع المجتمعي الحداثي والديمقراطي والتنموي، وتأهيل البلاد لمواجهة ورفع تحديات الألفية الثالثة، وكسب رهانات التنمية الشاملة والمستدامة.
وبهذه المناسبة، شدد المندوب السامي، على التعبئة المستمرة والتجند التام والاستعداد الكامل لأسرة المقاومة وجيش التحرير وذوي حقوقهم وسائر فئات وأطياف المجتمع المغربي وقواه الحية من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية وتحصين المكاسب الوطنية، مشيرا إلى أن الشعب المغربي يسير في التحام وثيق الخطى جنبا إلى جنب مع ملكه المفدى لإفشال مخططات ومناورات خصوم الوحدة الترابية المتربصين لحقوقه المشروعة.
وقد عرف هذا اللقاء تكريم ستة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، من أبناء المنطقة، عرفانا لما بذلوه وما قدموه من أعمال جليلة للوطن، بالإضافة إلى توزيع إعانات مالية على عدد من أفراد هذه الأسرة.
وتخليدا للذكرى ال102 لهذه الملحمة الخالدة، أعدت النيابات الجهوية والإقليمية والمكاتب المحلية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ومعها شبكة فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير ال 104 المفتوحة عبر التراب الوطني، عدة برامج وأنشطة وفعاليات تربوية وثقافية وتواصلية مع الذاكرة التاريخية الوطنية.