كفى من الانتقاء التَّعَسُّفي!!!

هوية بريس – نور الدين درواش

من أعظم العدوان على الإسلام الاعتداء على مصادره بما ينافي شموليته، بنظرة انتقائية تعسفية تقزيمية غير بريئة.

وقد حصل هذا مع القرآن الكريم فتُقُبلت بعض أحكامه وأعرض عن بعضها وغُيب من المقررات الدراسية والتعليمية وهُجر فيها.

وحصل أيضا مع السنة النبوية المطهرة؛ فرُدَّ كثير من نصوصها مما يشوش على الراد في طريقته أو نحلته أو هواه، إما بتضعيف ما ثبت أو اشتراط ما لم يشترطه أهل السنة والحديث والفقه، كاشتراط التواتر، أو موافقة العقل، أو العرض على نصوص القرآن او غير ذلك…

وحصل ايضا مع السيرة النبوية حيث تم تحجيمها وتضييقها واختصارها في الشمائل والأخلاق مع إغفال كل جوانب الصدع بالحق، ورد الباطل ونصرة المنهج الإلهي، والدفاع عن الإسلام بكل الطرق المشروعة.

وحصل هذا أيضا مع التراث الإسلامي عامة من تفسير وفقه وتاريخ وغير ذلك…

إن هذا الدين دين الله وقد ارتضاه الله لعباده حين قال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة:3].

وأمر بالدخول فيه كلِّه فقال:(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ).[البقرة:208].

قال ابن عباس: في الإسلام كله.

وقال قتادة ومجاهد: في الإسلام جميعا.

فعلى المخلصين في الإقبال على هذا الدين أن يقبلوه كله ويُقبلوا عليه بصدق وتسليم لا بانتقائية وتعسف، وليبشروا إن فعلوا بسعادة الدارين؛ حياة طيبة في الدنيا وجنة عرضها السموات والأرض يوم القيامة. والله الموفق والهادي.