كلام في أصل الخواطر والأفكار والإرادات
هوية بريس – د. عبد الله الشارف
لا يزال قلب الإنسان مذ عقل هدفا للخواطر والواردات إلى ان تخرج روحه ويلقى ربه. إن قلبه محل التلقي اي تلقي الخواطر المرسلة الملائكية أو الشيطانية. والانسان باعتباره مستخلفا ومكلفا مخير في قبولها أو دفعها.
ثم إنها تهجم عليه ابتلاء دون إعلام أو إخبار. فإن كان القلب تقيا نقيا وحيا يقظا دفع الخواطر الشيطانية وردها وأذن للأخرى أي الملائكية بالدخول.
والخواطر الواردة على القلب أصل الأفكار والإرادات والأعمال ذلك أن أرواحها سرعان ما تنتقل بعد إذن المتلقي من مستوى الخواطر الى مستوى الأفكار ثم تلج باب الإرادات والعزائم كي تنتهي أفعالا وسلوكات.
فآذا كانت طبيعة الخواطر خبيثة أو وسواسية شيطانية وكان القلب غافلا أو مظلما بسبب الذنوب والمعاصي لا تلبث أن تصير أفكارا ثم إرادات وأفعال من جنس جوهرها ومعدنها.
أما إذا كانت طبيعتها طاهرة ملائكية وكان القلب حيا ذاكرا فإنه يزداد نورا وإشراقا ومعرفة بقدومها ويظهر أثر ذلك في مزيد من الإقبال على الطاعات والقربات.
ولما كان الأمر كما ذكرت وكما ينطق به القرآن الكريم بات المسلم مطالب بالحذر واليقظة والمراقبة كي لا يمسي قلبه هدفا للخواطر الشيطانية الوسواسية المفسدة والضارة. ومعلوم أن دفع وطرد هذه الخواطر حال قدومها وهجومها أسهل من مقاومتها بعد ما تصير أفكارا وإرادات أو أفعالا.
د. عبد الله الشارف / الثلاثاء 6 رمضان المبارك 1439 المدينة المنورة.