كلمة الوزير التوفيق في حفل توزيع جوائز التعليم العتيق للتميز التربوي

هوية بريس – متابعة
كلمة وزير الأوقاف والشؤون الشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق، في حفل توزيع جوائز التعليم العتيق للتميز التربوي برسم الموسم الدراسي 2025/2024، وذلك احتفاء بالجهود المبذولة في خدمة التعليم العتيق، وتكريما للمتفوقين من التلميذات والتلاميذ بمختلف أطوار هذا الصرح العلمي الأصيل:
“بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أيها السادة والسيدات الضيوف والحضور الكريم
يطيب لي، بداية، أن أرحب بكم جميعا في هذا الحفل المبارك، وباسمكم أهنئ التلاميذ والطلبة المتفوقين والمؤسسات المتميزة وطنيا في الامتحانات الإشهادية بالتعليم العتيق برسم الموسم الدراسي والجامعي 2025/2024.
أبناءنا الأعزاء
هذا اليوم المبارك، نشارككم الاحتفاء بثمرة الجهد والمثابرة، وبما حققتموه من نتائج مشرفة جاءت نتيجة عزيمة راسخة وإصرار لا يلين.
وإذا كنا اليوم نجني ثمار هذه الجهود، فإننا لا زلنا نطمح إلى مواصلة العمل سويا من أجل الارتقاء بهذا التعليم إلى مستوى الجودة العلمية والتربوية المطلوبة.
أيها السادة والسيدات
أود أن أستغل فرصة هذا الحفل المبارك لأذكركم بما تم إنجازه في هذا القطاع منذ إحداث مديرية التعليم العتيق، وأنوه بثمرات تأهيل التعليم العتيق، حيث بلغ عدد مؤسسات التعليم العتيق الآن 286 مؤسسة، يتابع الدراسة بها 30329 متمدرسا، ويعمل بها 7443 من الأطر التربوية والإدارية والمستخدمين. ومنذ السنة الدراسية 2006/2007، بلغ عدد الخريجين الحاصلين على شهادة العالمية في التعليم العتيق 1750، وشهادة بكالوريا التعليم الثانوي العتيق 14543، وعلى شهادة التعليم الإعدادي العتيق 23896، وعلى شهادة التعليم الابتدائي العتيق 37822، مما مكن من فتح آفاق مستقبلية لهؤلاء الخريجين للاندماج في الحياة العامة واستكمال مسارهم الدراسي في مختلف المجالات العلمية.
ومن أجل تجويد قطاع التعليم العتيق، تم اتخاد مجموعة من التدابير لدعم منظومته التربوية من خلال إعادة هيكلته البيداغوجية ومراجعة برامجه ومناهجه. حيث تم اشتراط الحفظ الكامل للقرآن الكريم لاجتياز امتحان نهاية الطور الابتدائي العتيق ابتداء من الموسم الدراسي 2026-2027، وكذا الرفع من حصص مادة القرآن الكريم ومعاملها، وكذا مراجعة وملاءمة الشروط التنظيمية والتربوية المتصلة بولوج منظومة التعليم العتيق عن طريق اختبار تحديد المستوى من خلال الملاءمة بين شرطي السن وعدد الأحزاب المحفوظة من القرآن الكريم. كما تم حث مدارس التعليم العتيق التي تضم الطور الابتدائي العتيق على إبرام اتفاقيات مع الكتاتيب القرآنية لتوفير روافد منتظمة من المتمدرسين ووضع دفتر تحملات لتأطير الدعم المقدم لها من طرف الدولة. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم تطوير نظام التأطير والمراقبة التربوية والإدارية لهذا القطاع، وتجويد آليات تسييره ونظام التنشيط التربوي بمؤسساته، وتأهيل البنية المادية لمدارسه وتجهيزها وإرساء نظام معلوماتي مندمج ومتطور لتدبير منظومته الإدارية والتعليمية.
أيها السادة والسيدات
أود أن أطلعكم بهذه المناسبة المباركة بأن الوزارة قد أعدت رؤية جديدة لتطوير هذا التعليم، تنبثق توجهاتها من توصيات اللقاء الوطني للتعليم العتيق الذي تم عقده، بتاريخ 07 ماي 2025، مع السادة مديري المؤسسات، تؤسس لتكامل فعال بين ما هو معرفي وقيمي وسلوكي، بما يمكن من تعزيز أدوار المدرسة العتيقة.
وترتكز هذه الرؤية على ثلاثة مداخل رئيسية:
أولها تعزيز هوية هذا التعليم عبر تعزيز مركزية القرآن الكريم وتأهيل الكتاتيب القرآنية، ومراجعة منتظمة للبرامج وتقوية تعليم العلوم الشرعية واللغة العربية باعتماد مناهج متجددة ومقاربات بيداغوجية حديثة.
وتتمثل ثاني هذه المداخل في تنظيم الولوج إلى منظومة التعليم العتيق من خلال مسارات متنوعة، مع ضرورة وضع خرائط جهوية دقيقة لتنظيم العرض المدرسي وضمان العدالة المجالية والإنصاف التربوي.
أما المدخل الثالث فيركز على تحسين جودة التأطير بمؤسسات التعليم العتيق، وذلك من خلال ضبط شروط ومؤهلات الأطر التربوية والإدارية بها، وتحفيزها والارتقاء بكفاءتها، وتطوير آليات المراقبة التربوية والإدارية، وإصلاح نظام التقويم والامتحانات، وهيكلة الإدارة التربوية بما يحقق الحكامة الجيدة والنجاعة.
أيها الحضور الكريم
لا يفوتني بهذه المناسبة، أن أتقدم بجزيل الشكر أيضا إلى جميع المحسنات والمحسنين الذين لا يدخرون جهدا في دعم هذا التعليم، بما رزقهم الله من الوسع ماليا ومعنويا.
وأهيب بجميع الفاعلين، إدارة ومؤسسات ومدرسين، الانخراط الإيجابي في تعزيز دور التعليم العتيق والعمل على التنزيل العملي للرؤية التشاركية وتفعيل مضامينها، حتى تتمكن مؤسسات التعليم العتيق من الاستمرار في أداء رسالتها الدينية والتربوية والعلمية والاجتماعية، وتحقيق انفتاحها، وجعلها فضاء للتنمية البشرية، وتعزيز دورها الريادي في المجتمع، وتكريس قيم الوسطية والاعتدال ومبادئ التسامح والتعايش واحترام الآخر، مع الحرص على المحافظة على خصوصياتها العلمية والدينية والتربوية.
هذا، ولا يسعني في الختام إلا أن أجدد الترحاب بكم، وأشكركم على حضوركم هذا الحفل المبارك.
وفقنا الله، جل جلاله، جميعا لخدمة التعليم العتيق، لما فيه عز وازدهار بلدنا الحبيب تحت القيادة الرشيدة لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.



