كلمة تأبينية وبوح إشهاد في حق السيد جمال عكراش
هوية بريس – محمد بوقنطار
مات السيد الوالد الموصي المربي…هكذا ألفيته، بل ألفاه أهل سلا والرباط والقنيطرة والصخيرات وبوزنيقة والدار البيضاء ومراكش وحاضرة “علال البحراوي” وكثير من القراء والشيوخ وطلبة العلم والأرامل واليتامى والمساكين فلم أجده إلا حفيا بالكل…
رجل ناء في مقام المسارعة بالخيرات بما لا ولم تستطع حمله وتحمله العصبة من الرجال أولي القوة والنفوذ.
لازلت أذكر كدحه وطول وقوفه، وكثير تنقله، وجلد سهره، وسعة صدره، وجميل صبره، وقد شاء لي الله أن أحضر مرة يتيمة ووحيدة معه لأشهد وأشاهد…وكان السيد جمال يومها يهيء مصلى العيد لاستقبال معشر الصائمين في صلاة العيد ببطحاء حي كريمة، فتسنى لي أن أعود بما يرد البصر ذوقا وحكما وانطباعا وتمثلا مما قدمه في تلك الليلة، بل ظل يقدمه طيلة حياته الطيبة المباركة في هذا المقام، ناهيك عن سيرته مع صلاة التراويح وما تحتاجه من تنظيم محكم وحفاوة استقبال لعباد الرحمن ومريدي صلاة الليل قياما وتهجدا، ولنعم الرجل كان وسيبقى كذلك في وجدان من عرفوه وخبروا ركزه المبارك من قريب أو من بعيد.
رحمك الله أخي جمال برحمته الواسعة وتقبلك عنده في الصالحين، وإنما كان عزاؤنا في علمنا واعتقادنا في تسليم ويقين أنك رحلت إلى رب عدل عزيز رؤوف رحيم، قد نذرت جزءا كبيرا من حياتك لإعلان شعائر الإسلام وجمع الناس على موائد القرآن والوقوف بين يدي الرحمن، نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحدا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.