كلمة مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين خلال المسيرة الوطنية بالرباط

هوية بريس – متابعات

خلال المسيرة التي شهدتها اليوم الأحد 06 أكتوبر مدينة الرباط، والتي شاركت فيها شخصيات سياسية وحزبية ونقابية وجمعويين، ألقت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين كلمة رفعت من خلالها مجموعة من المطالب.

وفيما يلي نص الكلمة كاملة كما توصل بها منبر “هوية بريس”:

بسم الله الرحمان الرحيم

أيتها الحرائر أيها الأحرار

نخلد اليوم ذكرى مرور سنة على انطلاق معركة طوفان الأقصي، سنة حافلة ببطولات المقاومة في غزة والضفة وفي قلب تل أبيب، فلا يجد الاحتلال الغاصب سوى التكشير عن طبيعته الإجرامية فيفتح نيرانه الهوجاء لقتل الأطفال والنساء والشيوخ في حرب إبادة جماعية للشعب الفلسطيني مرتكبا أفظع الجرائم في انتهاك سافر لكل المواثيق الدولية ذات الصلة وتحد وقح لكل القيم الإنسانية.

وفي غياب أي رادع للكيان الغاصب في إجرامه فإنه لا يتورع عن اختراق سيادة الدول المجاورة لاغتيال قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية كما حصل في استهداف القائد الشهيد إسماعيل هنية في طهران والقائد الشهيد السيد حسن نصر الله في بيروت.

وما يشجع كيان الغصب والاحتلال على الاستمرار في الجرائم الشنيعة التي يرتكبها في حق الشعبين الفلسطيني واللبناني؛ عجز المنتظم الدولي الذي يبقى مجرد أداة طيعة في خدمة أهداف القوى الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الشريكة الفعلية للصهيونية والداعمة الشرسة للاحتلال.

وما يشجع الكيان الصهيوني أيضا على الاستمرار في جرائمه؛ تخاذل النظام العربي الرسمي في مجمله وتواطؤ بعض حكامه وارتماء البعض الآخر في مستنقع التطبيع مع المجرمين القتلة في كيان يغتصب أرض فلسطين ويربط وجوده بالتطهير العرقي والقتل الجماعي لأصحاب الأرض الشرعيين.

ومما يؤسفنا ويخجلنا ويجرح مشاعرنا أن تكون بلادنا من بين الأنظمة المطبعة مع كيان الغصب والإجرام تحت غطاء قضيتنا الوطنية العادلة والمقدسة والتي نعتبر أنها تتعرض لأكبر إساءة بإقحامها مع أخطر استعمار استيطاني عنصري إجرامي في تاريخ البشرية.

وتماهيا مع التطبيع الرسمي المرفوض شعبيا تظهر بعض الطفيليات الشاذة والمعزولة في مجتمعنا المغربي والتي يقوم المرصد المغربي لمناهضة التطبيع بالكشف عنها وفضح تحركاتها المشبوهة ومحاولاتها التشويش على الموقف الواضح والثابت للشعب المغربي في دعمه الدائم للشعب الفلسطيني ومقاومته الصامدة.

إن شراسة الإجرام الصهيوني والتواطؤ والتخاذل والتطبيع العربي الرسمي ومغالطات الخونة والعملاء، كل ذلك لا ينال من عدالة القضية الفلسطينية بالنسبة للشعب المغربي ولكل أحرار العالم.

ومن خلال الأصوات الصارخة في هذه المسيرة الشعبية الحاشدة فإننا:

1) ندين بقوة الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال والضالعين والمتماهين مع الصهيونية في مخططاتها التخريبية التي لا تهدد فلسطين ولبنان فقط، وإنما تهدد كل الأمة العربية والإسلامية.

2) نؤكد تضامننا المطلق ودعمنا الكامل للمقاومة الفلسطينية في نضالها العادل من أجل تحرير فلسطين وعودة اللاجئين والإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على كل التراب الفلسطيني وعاصمتها الأبدية والموحدة القدس.

3) نجدد مطلبنا الملح بإغلاق ما يسمى مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط وإنهاء كل أشكال التطبيع مع الكيان الغاصب احتراما للإرادة الشعبية المعبر عنها في آلاف الوقفات ومئات المسيرات التي عمت كل أنحاء البلاد، والعديد من العرائض التي وقعها آلاف المغاربة.

4) ندعو النيابة العامة للتعجيل بتحريك المتابعة القضائية للأشخاص الذين توجهوا للكيان الغاصب وناصروا علانية الإرهاب الصهيوني وأساؤوا في تصريحات موثقة للمقدسات الدينية والوطنية.

5) ندعو المؤسسات الدولية المعنية للعمل الحازم على الإيقاف الفوري للمجازر، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمحاصرين في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتفعيل أحكام القانون الدولي الإنساني في مواجهة المجرمين الصهاينة وعدم إفلاتهم من العقاب.

6) نحيي جنوب إفريقيا التي رفعت دعوى أمام محكمة العدل الدولية مطالبة إدانة الكيان الصهيوني بارتكابه جريمة الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني.

7) نحيي القوى العربية المساندة للمقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

8) نحيي المبادرات الشعبية والشبابية والطلابية التي عرفتها الكثير من بلدان العالم بما فيها الداعمة رسميا للاحتلال، مما يدل على أن الضمير الإنساني ما زال موجودا رغم الدور الهدام الذي يقوم به الإعلام الصهيوأمريكي وأتباعه.

9) ندعو إلى مزيد من التعبئة واليقظة حول ما يحاك ضد بلادنا من خلال الاختراق التطبيعي، ومواصلة الدعم القوي للمقاومة الصامدة في فلسطين ولبنان.

10) ننحني بخشوع وإجلال أمام أرواح الشهداء ضحايا الإجرام الصهيوني.

عاشت فلسطين حرة مستقلة

وإنه لطوفان حتى النصر

الرباط 6 أكتوبر 2004 اهـ