كواشف الزوائف ونواسف السفاسف
هوية بريس – أ.د إدريس أوهنا
عند الشدائد والمدلهمات والخطوب، تخنس السفاسف والتوافه والزوأئف؛ من مهرجانات ماجنة، ومواسم مضللة، ونجوم العفن والتلوث السمعي والبصري… وتطفو على السطح القيم الإسلامية والوطنية الأصيلة من تآزر وتكافل وتراحم وتعاون، والتزام وتضحية وإخلاص وإبداع وابتكار وغيرها.
رموزها وأبطالها أطباء وأساتذة وشباب متطوعون ومحسنون مخلصون، ورجال شرطة ودرك وعساكر ووقاية مدنية وقوات مساعدة وإدارة ترابية وهيئات مدنية وسياسية.. في تلاحم تام بين القمة والقاعدة، وبين إرادة ملك وإجابة شعب، وإجادة الجميع للخروج من البلاء بأقل الأضرار والخسائر.
إنها فعلا لحظة وطنية فريدة بامتياز، أنعشت في نفوسنا أمل التغيير إلى الأحسن في ظل الوحدة والاستقرار، وبتنا نعتقد أكثر من أي وقت مضى بأننا قادرون بالفعل على صنع الاستثناء، وإعطاء النموذج، متى اتحدت إرادة الجميع، وتوجهت جهود الجميع، من أجل البناء والرقي.
إنها لحظة تاريخية بامتياز، أشعرتنا بكامل الفخر والاعتزاز، وأزاحت عن عيون الكثيرين منا غشاوة تحقير الوطن وأهل الوطن، وتعظيم الأجنبي وتقديسه!!
كم هو جميل أن يستفيق المسؤولون في حكومتنا فيوجهوا اعتمادات من الميزانية العامة إلى تطويق جائحة كورونا، وقد كانت من قبل توجه إلى المهراجانات والمواسم وغيرها من التوافه والسفاسف والزوائف!!
لكن الأجمل منه والأنفع لبلدنا أن نعي أن لدينا أولويات في الصحة والتعليم والشغل، هي من الضرورات لحياتنا الآمنة والكريمة حالا واستقبالا، ويجب مع كورونا وقبله وبعده أن تحظى بكامل العناية والاهتمام، وان يتراجع الاهتمام بالترفيهيات وبالتفاهات لصالح تلك القضايا الكبرى والمصيرية.
كم يتمنى كل مغربي وطني حر أن نأخذ الدرس فعلا مما يجري، وأن نقرأ جيدا بلاغ هذا الرسول الكوني المسمى كورونا، لننتقل بعد رفعه وانكشاف كربه، إلى مغرب جديد، مغرب يكرم العلم والبحث العلمي، ويعظم القيم والأخلاق، وينشر في إعلامه الفضيلة، ويحارب الرذيلة والتفاهة، ويخرج من المغاربة حكاما ومحكومين أحسن وأجمل ما فيهم، وما أكثر وأعظم ما فيهم مما هو حسن وجميل ورائع !! لا ينتظر سوى الشروط البيئية الصحيحة والسليمة، ليعبر عن نفسه في ابهى صورة، من شأنها ان تبهر العالم بأسره.. وما ذلك على المغاربة بعزيز.
مقال جميل يرسم لنا الوطنية الحقة بمشاعر صادقة، ويحث على تكريس القيم المتأصلة في المجتمع المغربي الذي نعتز به ، ونفتخر بالانتماء إليه ، (لله درك) أستاذي الكريم،
غليه