كورونا: خروج الناس للذكر والدعاء
هوية بريس – خالد مبروك
أما هؤلاء الذين خرجوا في ساعة متأخرة من ليلة أمس في شمال المغرب فقد ارتكبوا خطأ عظيما لمخالفتهم التعليمات..
و أنقل لكم كلاما للعلامة عبد العزيز الطريفي -فك الله أسره- و هو يتحدث عن صلة الحاكم بالمحكوم تؤثر فيها العلل النفسية يقول:
“و يقابل تلك النفوس :نفوس تحب المخالفة و إظهار الشجاعة و القوة و التمرد تجاه كل رأس في الناس..و ربما يكسون علتهم النفسية بالدين و الاستدلال بأدلته؛ و هذا كذلك يوجد في كل ملة؛ تحمل شجاعة الإنسان و حب الظهور و الذكر و حمد الناس : على الجرأة على الحكام في كل صغيرة و كبيرة ..و إسماع الناس ما يريدون؛..و تحمله شجاعته لاستدعاء مصالح الخروج و أدلته و غياب مفاسده و أدلتها..و تحضر في نفسه البدايات..و تغيب عنها النهايات؛ فقد يبتلى الإنسان بالشجاعة في غير موضعها؛ كما يبتلى بالجبن في غير موضعه” (المغربية ص 267).
-تخيل لو واحد من هؤلاء يحمل فيروس كورونا و قد التصق جسمه بأكثرهم..ستقع مصيبة بالتأكيد..فكلهم سيرجعون إلى بيوتهم حيث يوجد كبار السن و الأطفال الرضع و المرضى فينقلون لهم الفيروس الذي لن يجد مناعة تدفعه وتحاربه..فلك أن تتخيل حجم الكارثة في مستشفيات الشمال و في المقابر..رحمة الله علينا وعليهم.
-أرجوكم لا تعيدوا الكرة و لا تخرجوا من دياركم..فمن خرج لمثل هذا فهو آثم لمخالفته أوامر الأمير..و قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مخالفة الحاكم فقال :”على المرء : السمع و الطاعة فيما أحب و كره..إلا أن يؤمر بمعصية؛فإن أُمر بمعصية فلا سمع و لا طاعة” رواه البخاري ومسلم.
ونحن الآن لم نؤمر بمعصية بل أمره لنا المكوث في البيت دليل على حرصه على شعبه و أمته و العالم الآن يتحدث عن حنكته في اتخاذ القرارات الملائمة في الوقت المناسب لمحاصرة المرض قبل وقوع الكارثة..حتى لا نصل الى ما وصلت اليه ايطاليا و اسبانيا حيث يموت المئات في اليوم الواحد بسبب سوء التدبير و عصيان المواطنين في البدايات.
الحمد لله على ملكنا . وفقه الله لكل خير