كورونا وإجبارية التلقيح..
هوية بريس – يونس فنيش
بعد أن استتبت الأمور نسبيا في ما يتعلق باللقاح، عاد الهلع و الخوف و الشك في نجاعة اللقاح و الغاية منه مجددا في بعض الأوساط الإجتماعية، خاصة بعد الإعلان على ضرورة أخذ الجرعة الثالثة مع إجبارية التوفر على جواز التلقيح، و هذا يعني بكل بساطة إجبارية التلقيح.
في الوهلة الأولى كثير من معارضي سياسة التلقيح انتهوا إلى أخذ الجرعتين اقتناعا، لأن التلقيح لم يكن إجباريا و الحملة كانت في مجملها عبارة على نصائح صحية، ولكن الآن و قد أصبح اللقاح إجباريا، فستعود إلى السطح كل الأسئلة التي كان يطرحها بعضهم و التي كانت تشكك في جدوى اللقاح و الغاية منه.
فالقضية تتعلق بإدخال مواد كيميائية مباشرة في جسم الإنسان عن طريق الحقن، بدون علم مسبق -بالنسبة لعامة الناس- بالمكونات، و لا بموانع الإستعمال، و لا بالمضاعفات المحتملة على صحة الإنسان، كل حسب بنيته الجسمانية و حالته الصحية العامة، عكس ما عهده الناس بما أن جميع علب الأدوية تحتوي على مرفقات أو نشرات تحدد مكوناتها و موانع استعمالها بأسلوب بسيط و بدون رموز علمية معقدة…
و إذا كانت الحملة السلسة الأولى قد أنست الناس بعض الخروقات المنطقية، فإن الطريقة الجديدة المثملة في استعمال الجبر و الإجبار و الإكراه في التعامل مع أهم موضوع في حياة الإنسان، ألا و هي صحتة، قد أعادت جميع التساؤلات بقوة في أذهان الكثير من المواطنين:
“لما يصلح هذا اللقاح إذا كان لا يعفي من وضع “الكمامة” مثلا، فهل “قانون الكمامة” العالمي أحدث فعلا للغاية المعلنة؟ و لماذا أطباء و ممرضون بالمئات عبر العالم يمتنعون عن أخذ اللقاح و هم الأولى بأخذه إذا كان اللقاح صحي فعلا؟ و لماذا الإبقاء على رخصة التنقل إذا كان عدد الملقحين يفوق 60./. مثلا؟ و هل الغاية من مسلسل التلقيح يكمن فعلا في إحياء الفكر الديكتاتوري في ربوع العالم حسب مخطط عالمي مدروس في إطار نظام دولي جديد؟” إلى آخره…
و أما و قد وصل الأمر إلى إجبارية جواز التلقيح مع كل ما صاحب ذلك من تسرع و ارتباك إلى حد تكليف عمال المقاهي و الملاهي و الحمامات و موظفي البنوك بمهام ضباط الشرطة القضائية بدون سند قانوني، فيا للهول و الفزع و الهلع حقيقة…
خلاصة : من الممكن، ربما، تطبيق قرارات “عنيفة” على بعض الشعوب، ولكن ليس على كل الشعوب. فإذا كانت شعوب تقبل الإجبار و الجبر و الإكراه على سلوك معين، فهناك أخرى لا تقبل بذلك لأنها شعوب تساس بخيوط من حرير و ليس بقيود من حديد…
فلقد قال من قال بأنه يثق في المنظومة الصحية و لا يشكك في صدقها و مصداقيتها و كفاءتها، ولكنه لن يأخذ الجرعة الثالثة فقط لأن التلقيح أصبح إجباريا و ليس لأية اعتبارات أخرى…
كلها جمل و فقرات قد تساعد على إصلاح الأعطاب، إن وجدت، و اتخاذ قرارات موفقة مستقبلا… و الله أعلم.