كوريا الجنوبية تشيد بالتجربة المغربية في مجال حساس
هوية بريس- و م ع
ما فتئ انخراط المغرب، تحت القيادة المتبصرة لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، في قضايا مكافحة التطرف بجميع أشكاله، والتجربة الواسعة التي راكمتها المملكة في مجال تعزيز قيم الاعتدال تحظى باهتمام كبير على المستوى العالمي.
واستغل كبار المسؤولين بكوريا الجنوبية مناسبة زيارة العمل التي يقوم بها حاليا لسيول، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، للإشادة بتوجه المملكة، معربين عن أملهم في تعزيز علاقات التعاون مع المغرب في هذا المجال الحاسم من أجل السلام، والاستقرار، وازدهار المجتمعات.
وبهذه المناسبة قال السيد عبادي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن هذه الزيارة، التي تأتي بمبادرة من المؤسسة الكورية التي تسعى للتعريف ببلد الصباح الهادئ على مستوى العالم، شكلت مناسبة لإجراء محادثات مع مسؤولين كوريين كبار، من بينهم رئيس البرلمان، كيم جين بيو، والوزير الأول، هان داك سو، ووزير الشؤون الخارجية، بارك جين، وشخصيات أخرى من المجالات الأكاديمية والدينية، مسجلا أن هذه المحادثات مكنت من الوقوف على الاهتمام الخاص الذي توليه كوريا الجنوبية لتجربة المملكة.
وتم التطرق خلال هذه المحادثات للعديد من أبعاد التجربة المغربية، لا سيما الجانب التعليمي، والتي شكلت مناسبة لتقديم رؤية أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأضاف الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أنه تم التطرق أيضا لفعالية الاستراتيجيات الوظيفية والممارسات الجيدة التي تم اعتمادها من طرف المغرب في مجال مكافحة التطرف، من بينها برنامج “مصالحة”، وكل العمل الذي يتم القيام به على مستوى البرامج التعليمية، مسجلا أن المسؤولين الكوريين الجنوبيين واعون بالجهود المبذولة في هذا السياق من طرف المغرب.
وفي هذا الصدد أعرب المسؤولون الكوريون الجنوبيون عن أمل سيول في تعزيز التبادلات مع المغرب في هذا المجال للاستفادة من تجربة المملكة.
وأشار السيد عبادي إلى أن الامر يتعلق بتجربة ما فتئت تثير الاهتمام بفضل عمل الدبلوماسية المغربية، وفعالية المقاربة المغربية العملية، مؤكدا أن النتائج المحرزة تشهد على أهمية العمل الذي تم إطلاقه تحت قيادة جلالة الملك.
وفضلا عن فعاليته، فإن قدرة المقاربة المغربية على التكيف مع الأوضاع الجديدة، في وقت لا يزال فيه العالم تحت تهديد الإرهاب والجماعات المتطرفة، تشكل جانبا آخر يثير الاهتمام في مختلف بلدان العالم، حتى في شرق آسيا.
وأشار السيد عبادي في هذا السياق، إلى اعتماد الابتكار، بما في ذلك الألعاب الالكترونية، لإثارة اهتمام الشباب وتعبئتهم ضد تهديدات التطرف مهما كان مصدره وطبيعته، لافتا إلى أن “كل ذلك يثير الاهتمام في كوريا الجنوبية.”
من جهة أخرى، أبرز الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، تميز العلاقات المغربية الكورية، مذكرا بأن المغرب كان من الدول الأوائل التي أقامت علاقات دبلوماسية مع هذا البلد، والذي يعتبر حاليا القوة الاقتصادية الرابعة في القارة الآسيوية.
كما ذكر بمشاركة الجنود المغاربة في الحرب الكورية (1950-53) للدفاع عن قيم السلام والتضامن. وهي مشاركة تظل راسخة في الذاكرة الجماعية للشعب الكوري الجنوبي.
وأبرز السيد عبادي أنه تم تسليط الضوء على تميز العلاقات بين البلدين خلال المباحثات مع المسؤولين الكوريين الجنوبيين، مشيرا إلى أنهم قدموا تعازيهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي إثر الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز مؤخرا .
وبعد أن أعربوا عن تضامنهم مع المغرب، أكد المسؤولون الكوريون الجنوبيون على استعداد بلدهم لدعم المغرب، بالطريقة التي تراها المملكة مناسبة، للمساهمة في الجهود النبيلة والمثيرة للإعجاب التي بذلت تحت قيادة جلالة الملك، عقب الزلزال.
كما أكد السيد عبادي أن الرابطة المحمدية للعلماء، بخبرتها الكبيرة، ستواصل، تحت التعليمات السالمية لجلالة الملك، اشعاعها دوليا لتقاسم تجربة المغرب في تعزيز قيم التسامح.
وذكر بمختلف المبادرات التي تم إطلاقها في هذا الاتجاه، من بينها الندوة الدولية التي انعقدت مؤخرا بمراكش بمشاركة أزيد من 720 برلمانيا من العديد من البلدان، مسجلا أن هذا اللقاء، الذي نظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، وتوج باعتماد إعلان مراكش، أضفى بعدا دوليا أكثر أهمية لعمل الرابطة.
وخلص السيد عبادي إلى أنه أنه يتم التحضير لأنشطة مع شركاء دوليين، من بينهم الفاتيكان، بهدف تمنيع المجتمعات من مخاطر التطرف، مشيرا إلى أن الرابطة المحمدية للعلماء تعمل على تعزيز هذا البعد الدولي وستواصل القيام بذلك تحت التوجيهات السامية لجلالة الملك.