كوفية طالبة بنمسيك أغضبت “مستخدمي الشرعي” أكثر من “عميد كلية بنمسيك”
هوية بريس – عابد عبد المنعم
تفاعل جل المغاربة بالشجب والغضب والاستنكار إزاء ما أقدم عليه عميد كلية العلوم بنمسيك-الدار البيضاء، حين رفض تسليم شهادة التخرج لطالبة مغربية متفوقة، لا لشيء سوى لأنها وضعت على كتفيها الكوفية الفلسطينية تضامنا مع أهلها، مسلمي غزة الذين يبادون أمام العالم أجمع.
ما قامت به الطالبة الشابة ليس موقفا عاطفيا يراد من ورائه دغدغة العواطف، لا أبدا، بل هو موقف شرعي ونضالي تضامني مع شعب تجاوز عدد شهدائه: 38.664 شهيدا و89.097 جريح، يقتّلون على مرأى ومسمع من عالم “متحضر” يدعي قداسة حقوق الإنسان، ويفرضها بكل الطرق على الدول والمجتمعات.
والعجيب أن هذه المجازر والإبادات الجماعية شجبها العالم، ولبشاعتها تضامنت مع أهل غزة جل الشعوب من المسلمين وغير المسلمين؛ من العرب والعجم، ومن كل إثنية ولون، فاتفق الأبيض والأسود والأحمر والأصفر، على التضامن مع الفلسطينيين، بل حتى القوط والوندال.. وكل من في قلبه ذرة من فطرة أو إنسانية..
لكن على الطرف النقيض هناك من وقف بحزم وإصرار، واستكبار أيضا، في صفوف الصهاينة وأعلن وهو يصرخ مروجا البروباغاندا الصهيونية “كلنا إسرائيليون”.
ومن ضمن هذه البروباغاندا استهدافهم لأي نشاط أو موقف أو حدث يدعم أهل غزة ويربط على قلوبهم، وإن بشكل معنوي، فبالأمس خرج مالك مجموعة غلوبال ميديا، أحمد الشرعي، على جريدة “جيروزاليم سترتيجيك تريبيونليتهم” واصفا حركة المقاومة الإسلامية حماس بالإرهابية، وردود الفعل المتعاطفة معها بالأفعال التي “تلوث” وسائل التواصل الاجتماعي لتبرير هجمة غير مبررة”. وذهب الشرعي إلى حد اعتبار أن كل حديث عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره مجرد “ثرثرة”.
وفي ذات المقال حرض الشرعي الأمريكيين ضد حماس بقوله “حماس قتلت أميركيين أكثر من أي جماعة إرهابية أخرى، باستثناء القاعدة”.
وعلى منواله نسجت منابره داخل أرض الوطن، وروج مستخدموه في دكاكينهم الإعلامية، حيث وصف كل من الرمضاني ودافقير الطالبة التي رفضت نزع الكوفية في حفل التخرج بالفتاة المسيسة، وكأن الأمر تهمة تستحق المتابعة، كما اتهموا في ذات السياق كل من يدافع عن غزة والحق الفلسطيني بتوظيف هذا الملف سياسويا.
رئيس تحرير يومية “الأحداث” التي يملكها الشرعي اعتبر أن “عميد كلية العلوم بنمسيك دار خدمتو” لأنه وفق قوله “حفل تسليم الشواهد والجوائز عندو لباس جامعي رسمي وموحد، وهو اللي لابسين الطلبة وراء الطالبة”.
أما الرمضاني، منشط برنامج “بدون لغة خشب” على إذاعة الشرعي أيضا، فيبدو أنه قد وجد حرجا للتعليق على الحدث بشكل مباشر، من أجل ذلك فقد حاول اللعب بالكلمات واللف والدوران والادعاء بأن “هذا نِقاش أكبر من مُجرَّدِ واقِعةٍ معزولة، وهناكَ من يجتهدُ في ترسيخ هذه المغالطة على بلاده!”.. وأن “الطالبةَ، بعدما رفضَ عميدٌ توشيحها، وشَّحها مسؤولٌ آخر”..
وحتى لما وصف فعل العميد بغير المفهوم والمُبرَّر، خرج عقب ذلك “ليها نيشان” كما يقال بالعامية المغربية، وختم تدوينة له على صفحته بالفيسبوك بقوله “رُبما (وأقولُ ربما) كانت الكوفية من النوعِ الذي يستعمله الحمساويون، وقد يكون العميد صاحِبَ موقِفٍ من هذه الحركة… وهذا نقاش آخر”.
الشيء من معدنه لا يستغرب، فلا ينتظر البتة من منابر كهاته أن تدافع عن قضية عادلة كقضية فلسطين، وشعب مقهور ومضطهد كشعب غزة، ولا داعي للتخفي أيضا وراء الدفاع عن المؤسسات والمكتسبات بهذا الوطن، فهذا ملك لكل المغاربة، والجميع يدافع عنها ويقدر نعمتها أيضا كما أنكم لستم أوصياء عنها ولا موكلين للاستفراد بالحديث عنها، لكن دعنا نقصر الحديث ها هنا على جوهر النقاش، ومناسبة هذا الحديث..
أقولها وبكل وعي ومسؤولية: إن قصارى جهد مثل هاته المنابر أن تدافع عن ستريبتيز “نيكي ميناج” وترفع شعار “صايتي حريتي” كما سبق ووقع، أما دفاعها عما تعنيه الكوفية.. وتحرير الأوطان وحقوق وحريات الشعوب.. ورفعها شعارات من قبيل “إدانة شعبية لجرائم صهيونية” و”فلسطين أرض حرة، والصهيون يطلع برا”، فهذا كله دونه الطرد من حظيرة الشرعي، وبعده التوبيخ وقطع الرواتب.
حماس لها رجالها و نساؤها هي لم تعبأ حتى بالصهاينة و أمريكا فكيف الأمر بصعاليك الأمة الذين لا يمثلون إلا نفوسهم
اعتقد ان هذه كلها مزايدات لا طائل من ورائها. الغزاويون تتم ابادتهم ونحن نتصارع عن وضع كوفية ام لا. الموضوع يتطلب المساندة المادية وليس الشعارات التي رفعنا طيلة سبعين سنة وتخوين بعضنا البعض واسرائيل تتغول يوما بعد يوم…
أصبحنا نقيس درجة وطنيتنا بالقضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية قضية مجتمع دولي وهي الآن على الطريق الصحيح لأن المواطن الغربي تبناها بعدما خرجت من قوقعة عروبية تستغل القضية لضرب كل رأي مختلف،كما يتم استغلال قضية هذا العميد الآن الذي حاول تطبيق القانون بعزل الجامعة عن ما هو سياسي وشعبوي
آن الأوان أن تتدخل الدولة للحد من الارهاب الصهيوني، فالبعض تمادى الى ابعد حد ونسي او تناسى انه في دولة مسلمة يحكمها امير المومنين، لذلك فالولاء هنا يكون للوطن وليس لكيان ارهابي متطرف، على الدولة ان تضرب بيد من حديد ضد هؤلاء المتطرفون الارهابيون الصهاينة، كما على الدولة ان تعلم ان هذه الفئة لن تنفعها في شيء