كيف تتم عملية اختيار مستشاري الملك؟
هوية بريس – متابعات
لطالما أثارت علاقة الملك بمستشاريه فضول المتابعين، وفي هذ الصدد كشف كتاب الباحث محمد شقير “مستشارو الملك”، أن علاقة الملك بمستشاريه تكتسي أبعادا خاصة نابعة من استفراد الملك شخصيا باختيار مستشاريه، وكذا لاشتغالهم ضمن الدائرة المقربة من الملك، بالإضافة إلى طبيعة واختلاف شخصيات المستشارين، وبالتالي هذه العلاقة تتحدد وفق الأبعاد الشخصية التي تربط الملك بمختلف مستشاريه.
ووفق المصدر ذاته فإن أحمد رضا كديرة كان قريبا جدا من الملك الراحل الحسن الثاني، وتجاوزت علاقتهما علاقة ملك بوزير أو مدير ديوان أو مستشار ملك، بل كانت علاقة خاصة قوتها أسرار خاصة لا يعلمها أحد.
وفي الصدد ذاته أفاد الباحث محمد شقير، في حوار مع “الأيام”، بأن بروفايل المستشار الملكي، سواء في عهد الملك الراحل الحسن الثاني أو الملك محمد السادس، تحدده خاصيتان اثنتان: الكفاءة والتجربة السياسية، وأن هاتين الخاصيتين تتجسدان في مستشاري الملك؛ وهو أمر متوقع لأن من يريد مساعدة الملك لا بد أن يكون ذا تجربة تمكنه من معرفة كيف تُدَار الدولة وتؤهله للإدلاء بآرائه ومقترحاته في كل ما يتعلق بالشأن العام وتدبير شؤون الحكم.
وأضاف شقير أن تعيين الملك لمستشاريه يدخل في إطار ممارسته لسلطاته التي يخولها له الدستور؛ لكن الملاحظة الجديرة بالتوقف عندها أن مجموعة من مستشاري الملك محمد السادس “مخضرمون” ورثهم عن أبيه الملك الحسن الثاني، وبعضهم لم يعد لديهم حضور رسمي أو في الإعلام، لكنهم لا يزالون يحتفظون بصفة “مستشار ملكي” مثل محمد المعتصم.
وما دام لم يصدر أي بلاغ عن إنهاء مهامهم كما حصل في حالة عبد الهادي بوطالب، الذي أُعلن في بلاغ عن إبعاده من طرف الحسن الثاني، فإنهم يبقون مستشارين، وأن المستشار الملكي هو شخصية ضرورية خصوصا في نظام حكم مثل المغرب، الذي يشكل فيه الملك الحلقة الأساسية في الحكم باختصاصاته شبه مطلقة، والتي تفرض أن يكون لديه أعوان وجيش من المستشارين لمساعدته وتسهيل المأمورية عليه خاصة في علاقته بالوزراء وباقي المؤسسات الدستورية الأخرى.