كيف تردون الأحاديث بدعوى الدفاع عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟!
هوية بريس – خالد محمد مبروك
ومن أغرب العقول، عقول فئة من الناس يضعفون الأحاديث الصحيحة بدعوى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم و تنزيهه عن قول لا يوافق هواهم.
أنا لا أدري كيف نقنع هذه الفئة القليلة بأن أشد الناس دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم هم أهل الحديث بس!!
أهل الحديث هم الذين يشتغلون بعلم الحديث بالليل و النهار، وهم أكثر الناس صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلم الناس بأحواله وأقواله.
علم الحديث هو العلم الذي يسمى علم المفاليس، أي أن المشتغلين به ما كانوا يربحون منه شيئا من مال الدنيا، الحافز الوحيد الذي كان يحفزهم هم حب النبي صلى الله عليه وسلم و الدفاع عن أحاديثه و سنته و الرغبة في القرب منه.. فهل مثل هؤلاء الذين يعدون بالملايين منذ عصر التدوين إلى يومنا هذا يمكن أن يزايد أحد في حبهم لنبيهم صلى الله عليه و سلم، أو يظن نفسه يحب النبي صلى اللّه عليه وسلم أكثر منهم!!؟؟ وأنهم أساؤوا إليه بجعل بعض الأحاديث ضمن الأحاديث الصحيحة!!؟؟
الذي ينكر حديثا صحيحا أجمع على صحته عمالقة الحديث بدعوى أنه يرى فيه إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، هذا إما جاهل وإما معجب بعقله وإما مستهزئ بعقول أهل الحديث!!!
هؤلاء المساكين لم يختموا ولو كتابا واحدا من كتب السنة.. ولو كانوا يحبون نبيهم كما يجب لاشتغلوا بحديثه وتعلموا فنونه وأنواعه ومصادره.. ولكنه الهوى وإعجابهم بعقولهم.
أيها المسلم، اعلم رحمك الله أن تصحيح الحديث، وتحسينه، وتضعيفه، هو شغل علماء الحديث فقط.. فمن لم يتعلم هذا العلم لا تسمع كلامه، لأنه يتكلم في غير فنه.