كيف ترد السعودية على اغتصاب طهران للسلطة في سوريا؟
هوية بريس – متابعة
السبت 21 نونبر 2015
أكد المحلل السياسي السعودي نواف عبيد أن توجيه الدعوة إلى إيران للمشاركة في الجولة القادمة من المحادثات بشأن الأزمة السورية في فيينا بالنمسا -وهي الدعوة التي أعيد التأكيد عليها الأسبوع الماضي- لن يمر دون أن يخلف عواقب بعيدة المدى.
وكتب عبيد في مقال له تحت عنوان “مساع إيرانية لاغتصاب السلطة في سوريا والسعودية ترد” يقول: الواقع أن الحكومة الإيرانية الحالية تحاول قلب موازين القوى التي ظلت ثابتة طوال 1400 عام؛ ومن المؤكد أن المملكة العربية السعودية، باعتبارها مهد العالم الإسلامي، لن تسمح لها بذلك.
ورأى الكاتب أن المملكة العربية السعودية تعلم، باعتبارها الدولة الأكثر نفوذاً في العالم السُنّي، كل ما يحتاجه الأمر لتقييد إيران، ففي عام 2011، اضطر تحالف من دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية إلى تحييد تمرد شيعي برعاية إيران في البحرين.
وهذا العام في اليمن (الدولة ذات الأغلبية السُنية)، يقاتل تحالف تقوده السعودية متمردين حوثيين من الشيعة الزيدية، والذين سلحتهم إيران من أجل الاستيلاء على البلاد واكتساب موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية.
وأضاف: في سوريا -الدولة ذات الأغلبية السُنّية، حيث ازدهرت ذات يوم خلافة إسلامية سُنّية، وهي الدولة الأموية- تنفق إيران مليارات الدولارات لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، والذي يهيمن عليه أعضاء طائفة الأقلية الشيعية من العلويين (المعروفين تاريخياً بالنصيرية).
وتابع يقول: لقد تسببت أفعال أنصار الأسد حتى الآن في مقتل أكثر من 270 ألف إنسان، ونزوح أكثر من سبعة ملايين داخليا، وإرغام ما يقرب من أربعة ملايين شخص على الفرار، وتركت ما يقرب من 12 مليوناً آخرين في حاجة ماسة للمساعدة، هذا فضلاً عن تمكين -بل وتغذية- صعود تنظيم الدولة الإسلامية، ومعه التهديد المتنامي للنظام العالمي، كما أظهرت على نحو مأساوي الهجمات الإرهابية المتتالية في شرم الشيخ، وبيروت، وباريس.
وعلى هذه الخلفية، سوف تواصل قيادة المملكة العربية السعودية ــ بصرف النظر عن النتائج المؤقتة التي قد تتحقق من خلال محادثات فيينا ــ العمل الجاد لضمان استبعاد الأسد من السلطة ووضع حد للفوضى أخيرا.
وتابع الكاتب نواف عبيد أن كل ما تقدمه إيران للعالم من إرهاب، وحروب وكالة، وشحنات أسلحة، وطموحات نووية، وأوهام عظمة يشكل جزءاً من صراع قديم نال منه السعوديين ما فيه الكفاية. ولهذا السبب، يشرف الملك سلمان على أكبر برنامج لاقتناء العتاد والتوسع العسكري في تاريخ المملكة العربية السعودية. ولن توقف المملكة العربية السعودية هذه الجهود حتى تتخلى إيران -ووكلاؤها من الشيعة- عن أوهامها الثورية وتبدأ في العمل على جلب السلام والاستقرار إلى الشرق الأوسط والعالم العربي الأوسع، وفقا للمفكرة.