كيف يزداد رصيدك التزكوي؟
هوية بريس – تسنيم راجح
سأحكي لك أمراً…
رأيت مفردات التزكية والتحلية والتخلية وغيرها مما يبدو معقداً؟
سأخبرك أنها أبسط بكثير مما تبدو..
سأخبرك أنها قريبة وممكنة ومتاحة لك لتبدأ بها من هذه اللحظة دون انتظار الكثير من القراءات والكلام والتحليلات..
أتحدث عن التزكية الواجبة الأساسية التي لا غنى لك عنها..
فهي تبدأ بمجرد فعل الواجبات وترك المحرمات، أقول مجرد وأنا اعلم أنها ليست بتلك البساطة، لكن لتعلم أنك مع كل امتثال وكل فعل وترك تزكي نفسك فعلاً أو تدسيها..
يزداد رصيدك التزكوي فعلاً أو ينقص..
تزيد قوة نفسك فعلاً أو تضعف..
وبالقيام بالواجب وبترك المحرم تتغير تدريجياً..
تجدك أقوى على المزيد من الطاعات وعلى ترك المزيد من المحرمات وتصير نفسك أفضل، وتلك هي التزكية!
يعني بمجرد أن تمتنع عن مشاهدة المسلسل وتجاهد نفسك لتمتنع عن العودة اليه: انت تزكي نفسك..
بمجرد أن تمتنعي عن الاستماع للأغاني: أنت تزكين نفسك..
بمجرد الخروج من مجموعات مفسدة على وسائل التواصل: أنت تزكي نفسك..
بالقيام من مجلسٍ بدأت الغيبة فيه، بالاقتراب بحجابك للصفة الشرعية، بغضِ البصر عن الحرام، بالدفاع عن أخيك في الله في غيبته، بحذف التطبيق السيء، بالامتناع عن مجالس الاختلاط غير المنضبط، بالإسراع للصلاة أول وقتها.. وبغيرها كثير..
أعمالٌ بسيطة ومعروف أن هذا هو الحرام فيها وهذا هو الواجب، لكن بأمثالها وبالعمل بعلمك العادي فيها تصير نفسك أفضل تدريجياً وأقوى للقيام بالمزيد من الخير وأقرب للتأثر بالقرآن وللخشوع في الصلاة وللقدرة على القيام للتهجد وعلى الذهاب للجماعة في المسجد ولرفض الحرام والتضايق منه..
هي افعال تفصيلية، لكن النفس مرنةٌ جداً والخير فيها يجر الخير والشر فيها يجر الشر، وهي تتأثر بما تفعله وتتغير بحسب ما تسمح لها به..
قال تعالى: {ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً}.
هذه هي التزكية، فانظر أين أنت منها وابدأ الآن، راقب نفسك وتأثرها بما تفعله وما تسمح ليومك بالمرور فيه، فالتزكية أقرب إليك مما تظن ومتاحة أكثر بكثير مما يخدعك الشيطان به..