كيف يمكن أن نحافظ على دور المسجد والإمام في القيام بمهامه؟

07 أغسطس 2024 19:40

هوية بريس – د.خالد الصمدي

من وحي البادية.. الفقيه بين المشارط والأجير

إلى وقت قريب كان أهل القرية يعقدون جلسة تشاور عقب آخر صلاة جمعة للاتفاق على الفقيه الذي سيتعاقدون معه خلال السنة الموالية.

ويحرصون على أن يكون هذا الفقيه من أهل البيئة والبلد يعرف عاداتهم وتقاليدهم ومن حفظة القرآن ومن عائلة معروفة بينهم بالصلاح والتقوى والعفة حتى ينزل الناس عند رأيه، فينعقد عليه الإجماع، ويحظى بينهم بالتقدير والاحترام.

وكان هذا الفقيه بعد الشرط وقراءة الفاتحة عادة ما يقوم بمهام دينية واجتماعية واقتصادية وصحية وحقوقية وإعلامية تواصلية كبيرة حيث يحل محل عدد من المصالح الحكومية من خلال توفير خدمات القرب إلى جانب مهامه الرسمية:

فيؤذن لدخول أوقات الصلاة

ويصلي بالناس الصلوات الخمس

يخطب فيهم يوم الجمعة

يعقد جلسات الوعظ والإرشاد

يؤذن في أذن مواليدهم

يغسل ويصلي على أمواتهم

يعتني بفقيرهم بما فضل عنه من طعام

يدرس القرآن للأطفال ويربيهم على الاحترام ومكارم الأخلاق

يحل الخلاف والنزاعات ويصلح ذات البين

يختن الأطفال

يرقي المرضى

يخيط الجلباب والسلهام

يحضر وجوبا في حفلات الزواج والعقيقة

يلجأ إليه الناس للسؤال عن بعض قضايا العبادات والمعاملات

يحفظ بعض الأمانات والوصايا والأسرار

حتى إذا حل بالدوار الفقيه الأجير وغالبا ما يحل بينهم كالغريب، اختفت كل هذه المهام وانحصر كل ذلك في أداء واجب مهني لا يتجاوز التكاليف التي تحددها وزارة الأوقاف.

فانعزل المسجد عن قضايا محيطه، ولم يعد الإمام مسؤولا عن مهامه أمام أهل الدوار مندمجا في محيطهم متفاعلا مع قضاياهم، بعد أن أصبح يتقاضى أجره من شباك البنك كسائر الموظفين كل شهر.

فكيف يمكن أن نحافظ على دور المسجد والإمام في القيام بهذه المهام مع ما يليق به وبوضعه من المكانة والاحترام؟

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M