لا تغيير في بلد التغيير!!
إبراهيم ايت ابراهيم
هوية بريس – الجمعة 29 يناير 2016
في الوقت الذي كان فيه الشعب ينتظر قدوم من يعمل الحكمة والعقل والتدبر، قصد إيجاد الحلول للمشاكل العالقة التي يعاني منها البلد، يأبى بعضهم كل مرة، ويخرج لنا بفمه أو بفم أتباعه ومريديه، ليؤكد أنه ليس إلا وصوليا كغيره ممن سبق، بعد كل ما أثاره من كلام الشفاه، بعد كل الأشعار التي نظمها وخدر بها الآذان أيام المعارضة، من قبيل محاربة الفساد والمفسدين، توظيف أبناء الشعب وتخفيض نسبة البطالة…
يدخل إلى الحكومة وفي جعبته فراغ وكلام فارغ، يثير الكثير من المواضيع الحساسة من باب حسن النية أو سوئها، وينتهي به الأمر بالسخرية كمهرج. لم يتحل يوما بالواقعية فقلب الطاولة على الحق الذي تبجه به يوما مضى، اصطف إلى جانب الفساد علانية باسم الإصلاح، فغدر بأبناء الشعب من البسطاء ومن لا قوة لهم إلا ذلك الصوت الذي أدلوا به يوم الاقتراع، والصوت الذي تصدح به حناجرهم في الشوارع لرد الاعتبار، أخذ منهم الأصوات ثقة أو جهلا، فكشر عن أنيابه المتسخة بعدما لبس الجديد ووضع قبضة حديد.
أتانا من بعيد يعطي دروسا في الأخلاق يلعب دور العملاق في كل شيء حتى في التنكيت، خمس سنوات من كلامه الفارغ وإجراءاته اللاوطنية كانت كافية ليربي في الشعب كل الحقد والضغينة، رفع الأسعار باسم الإصلاح، رفع الدعم باسم الدعم، وحرر السوق باسم التدبير، في خمس سنوات علم الشعب السياسة، وعرفه بصندوق المقاصة، نطق فمه بالملايير بعضها غير قابل للمس والتسيير والبعض أفلس صندوق الدولة ومصيره التدبير.
أبدى الكثير من الحنين وننتظر دمعته اليوم أو غدا كي نغير. أفلست الصناديق ولا علم عمن كان السبب أو عفا الله عمن كان السبب، ولكن!! تقشف على أبناء الشعب فوجد السحرية العلمية في من لم يوظف بعد أو من شارف على التقاعد، عمل بمبدأ ” زدهم سنينا عملا وانقصهم أجرا” قضى على المكتسبات وتجرأ على الحقوق أيضا، باسمه عاد القمع وضيق على حرية التعبير وآخر دعواه أن لا مسيرة دون ترخيص وإلا فدم الشعب رخيص. متى منه يأخذ الشعب التراخيص؟؟ خروجا لفلسطين! أم لحرية من طين! خروجا للبيئة أم ضد غريب! قرار غريب والقادم أغرب لا محالة!
يؤمن بمنطق الأحادية وهو منطق أكل عليه الدهر وشرب، يتخذ قرارات انفرادية غير مبررة أو بتبريرات ديماغوجية لا يقبلها لا العقل ولا الواقع، يكرس الأزمة ويؤجل الاحتقان، ويوم يخرج الشعب الى الشارع يتهمه بكل سذاجة بأنه يبحث عن الفتنة، ليس هناك من يبحث عن الفتنة أكثر ممن استأسد على الضعفاء واستغل بساطتهم، من يستغل الكلام الشعبوي كي يضحك الوجوه ويبكي القلوب، حري به أن يتخذ ذلك القرار الذي يهدد به منذ البداية ألا وهو الاستقالة، فلن تسوء الأوضاع أكثر مما هي عليه إن هو غادر، في بلدان التقدم لا يهددون بالاستقالة إن بدت منهم الهفوات والأخطاء ولكن يتجرؤون عليها، ولكن من يؤمن بمنطق التهديد والوعيد فلن يغير ولن يتغير يوما، إنما وجب أن يتم تغييره قسرا ليمارس المعارضة التي يتقنها حتى وهو أمام المسؤولية.