لا جنسية مغربية لليهود الصهاينة في فلسطين المحتلة
هوية بريس – د.محمد عوام
إن اليهود الصهاينة الذين هاجروا المغرب، فاحتلوا فلسطين، وسطوا على أراضيها، وقتلوا رجالها، ورملوا نساءها، ويتموا أطفالها، وخربوا ديارها، ولا يزالون مستمرين في القتل والتشريد، فهؤلاء خونة، خانوا الوطن الذي آواهم منذ عقود، وخانوا المسلمين الذين جعلوهم تحت ذمتهم، وكانوا يعيشون بين ظهرانيهم، آمنين على أنفسهم، وأموالهم، وأعراضهم، وديارهم.
فلا جنسية ولا وطنية لخائن وغادر، فقد تنكروا للمغرب بهجرانه، ولم تعد لهم به أي صلة، ولهذا فمن الإثم الكبير الذي لا يغتفر أن يروج في صفوف الناس على أن هؤلاء مغاربة، أو يحملون الجنسية المغربية. فالمغربي الحقيقي من ولاؤه للمغرب، وإن كان مسلما فلبلده وللأمة الإسلامية، من غير أن يعتدي على أي أحد من شعوب العالم. أما وإن هؤلاء الأنجاس والأوغاد، قد هاجروا وسطوا على فلسطين، وفعلوا بأهلها ما فعلوا ولايزالون في غيهم وطغيانهم يعمهون، فإن الموقف السديد هو عدم الاعتراف بمواطنتهم، بل يجب شرعا محاربتهم، وعدم السماح لهم بدخول المغرب، لاسيما إذا علمنا أنهم يتربصون به، ويزرعون الفتن بين أهله، وينشرون الفساد بين الناس.
ثم إن أرض فلسطين، بها القدس الشريف، مسرى ومعراج النبي صلى الله عليه وسلم، فإنها أمانة ومسؤولية كل مسلم، وعلى ولاة الأمور مسؤولية جسيمة، إذ لا ينبغي البتة التفريط في شبر من أرضها، أو التنازل عن حق من حقوقها باسم المفاوضات التافهة السخيفة التي يديرها أعداء الأمة.
بل الواجب الشرعي يقتضي نصرة أهلها، ودعم مجاهديها بالمال والرجال، حتى تتخلص من كيد الصهاينة ومساعديهم، وكل تطبيع مع العدو الصهيوني، بكل أشكال التطبيع وألوانه، فهو حرام شرعا، وفاعله خائن لله ورسوله وللمؤمنين، لذا فمن طبع فقد خان، وخلع ربقة الولاء للأمة ولدينها، وناقض ثوابتها الراسخة، قال الله تعالى: “إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون” [المائدة:55]، وقال عز وجل: “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منه إن الله لا يهدي القوم الظالمين” [المائدة:51].