لا حديث لأهل البادية إلا عن المطر.. «اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين»
هوية بريس – إبراهيم الوزاني
الجمعة 01 يناير 2016
لا حديث في البادية أكثر من الحديث عن تأخر التساقطات المطرية والخوف من شبح الجفاف.. فكلامهم عن تأخر المطر، ودعاء الله عز وجل أن يعجل ببركاته، هو ما يسيطر على أحاديثهم ومجالسهم.. “اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين“..
كما أن مشاهدة نشرة أحوال الطقس صارت من أوجب واجباتهم اليومية.. يتابعونها وعيونهم لا تكاد تطرف، تبحث عن مجرد رسوم سحب وقطر تبشرهم أن في الغد أو بعد غد الفرج من عند الرازق مدبر الكون سبحانه.. قبل أن تنقلب خائبة حسيرة.. في انتظار نشرة الغد.. “وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا“..
لا مرعى موجود، فالأرض قد حرثناها، وحتى خشاش الأرض لم ينبت.. وثمن التبن بدأ يرتفع بشكل مهول.. فأغنامنا وأبقارنا وبهائمنا في خطر.. هكذا يرد الفلاح وهو يتحدث بحسرة دون أن ينسى ويتدارك حديثه باللجوء إلى المولى سبحانه أن يمن على الشيوخ الركع والأطفال الرضع والبهائم الرتع بالقطر والنبات.. “وفي السماء رزقكم وما توعدون“..
وقد خصصت الدولة مبلغا مهما لدعم الفلاحة والفلاحين في ميزانية 2016، غير أن الكثيرين يتساءلون هل آليات وخطط توزيع تلك المساعدات ستكون بشكل عادل، أم أن الفلاحين الصغار دائما سيبقون ضحايا الزبونية والمحسوبية والرشوة؟!!