“لا عزة لتازة إن خانت غزة”.. رشيد بن كيران يكتب بمرارة عن الخذلان والتواطؤ

هوية بريس – علي حنين
في منشور قوي ومؤثر على صفحته الرسمية بفيسبوك، عبّر الدكتور رشيد بن كيران، مدير معهد غراس للتربية والتكوين وتنمية المهارات، عن غضبه من الصمت والتواطؤ تجاه المجازر المتواصلة في غزة، مستحضرًا في كلماته مرارة الخذلان وازدواجية المواقف التي تشهدها الساحة اليوم.
🗣️غزة.. الجرح المفتوح وامتحان الضمائر
في بداية منشوره، وصف بن كيران الحال الراهن بقوله:
“في زمن انقلبت فيه الموازين، وصار صوت الحق همسا مهمشا بين ضجيج المصالح القذرة، تظل غزة جرحا مفتوحا في خاصرة الأمة، ووصمة عار على جبين الصامتين”.
وأكد أن غزة ليست مجرد مدينة محاصرة يتعرض سكانها للإبادة، بل هي مرآة تكشف الوجوه الحقيقية لكل فرد، متسائلًا:
“هل نملك الإيمان الصادق والشجاعة المطلوبة أم نختبئ خلف جدران التبرير والحكمة الوهمية؟! هل نحن أحياء بالفعل ولدينا قلوب، أم مجرد أجساد تمشي بلا روح؟!”
⚖️تازة.. رمز العزة أمام مسؤولية الموقف
وانتقل بن كيران إلى الحديث عن مدينة تازة، والتي طالما كانت رمزًا للنضال والكرامة، مشيرًا إلى أنه لا معنى للعزة إذا لم تتحول إلى مواقف عملية.
وقال:
“في أقصى المغرب، تقف تازة شاهدة بدورها على ذاكرة النضال وروح العزة. لكن، ما قيمة العزة إن لم تترجم إلى مواقف حقيقية؟”.
وشدّد قائلًا:
“لا تقوم غزة إلا عن طريق تازة العزة، ولا قيمة لتازة إذا قامت على جثامين غزة”.
☣️تازة قبل غزة.. دهاء مسموم!
في أقوى فقرات منشوره، هاجم بنكيران بشدة الأصوات التي تبرر العدوان أو تروّج لروايات الاحتلال تحت عناوين خادعة مثل “التوازن” و”التعايش”، واصفًا هؤلاء بأنهم أخطر من القاتل نفسه.
وقال الدكتور بن كيران:
“لكن الأخطر من الصمت، هو صوت الخيانة. ليسوا فقط أولئك الذين صمتوا، بل الذين باعوا، والذين ارتضوا أن يكونوا أبواقا للجلاد، يغسلون دماء القاتل ويصبغونه بلون ’حقِّ الدفاعِ‘ المزعوم”.
وأضاف:
“اختاروا الاصطفاف مع الكيان الصهيوني، لا عن جهل، بل عن وعي مخز، ودهاء مسموم بدعوى ترديد مقولة: تازة قبل غزة”.
واستنكر استخدام شعارات مثل “السلام والتعايش والتسامح” كغطاء لتزيين الجرائم، مؤكدًا:
“هؤلاء لا يختلفون عن القاتل، بل هم جزء من أدواته، وأخطر منه أحيانا، لأنهم يتحدثون بلساننا، ويظهرون بوجوهنا، لكن قلوبهم مأجورة، وبوصلتهم منحرفة، ويزعمون أنهم يدافعون عن تازة”.
غزة لا تحتاج للرثاء.. بل لفضح المتواطئين
واختتم الدكتور رشيد بن كيران منشوره برسالة قوية مفادها أن غزة ليست بحاجة للرثاء، بل إلى فضح الصامتين والخائنين، قائلاً:
“إننا نكتب هذه الكلمات لا لنرثي غزة، فهي لا تحتاج إلى رثاء، بل إلى تعرية كل من تواطأ، وفضح كل من صمت حين وجب رفع صوت المظلوم المكلوم. فغزة هي اختبار هذا الزمن، واختبارنا جميعا سواء من سكن تازة أو سكن غزة”.



