لقاء “الرمضاني” و”برادة” على دوزيم.. ضعف الطالب والمطلوب!

لقاء “الرمضاني” و”برادة” على دوزيم.. ضعف الطالب والمطلوب!
هوية بريس – متابعات
كان الرأي العام التربوي مساء الأربعاء 12 نونبر 2025 على موعد مع حلقة منتظرة من برنامج “مع الرمضاني” على القناة الثانية دوزيم، يستضيف فيها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة محمد سعد برادة، في أول خروج إعلامي كبير بعد أشهر من الجدل حول ملفات التعليم.
كان المنتظر أن نسمع لغة الإصلاح، وأن تُفتح الملفات الثقيلة التي وعدت بها الرؤية الاستراتيجية والقانون الإطار وتحولات المدرسة الجديدة، وأن يقدم الوزير أجوبة دقيقة حول ما تحقق وما تعثر، بل وأن يضع الرأي العام أمام خريطة طريق واضحة لإنقاذ المدرسة المغربية.
لكن ما حصل كان بعيدا كل البعد عما كان منتظرا، إلى الحد الذي جعل الوزير المنتدب السابق بالتعليم العالي، الدكتور خالد الصمدي، يكتب تدوينة وسمها بعنوان دال: “ضعف: الطالب والمطلوب”، عبّر فيها بوضوح عن خيبة أمله من الحوار، وهو ما يعكس شعورا عاما لدى المتابعين.
يقول الصمدي في تدوينته:
«انتظرنا كمهتمين هذا المساء على القناة الثانية حوارا معمقا مع السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة يمس جوهر إصلاح المنظومة: ما تحقق من أهدافه ومالم يتحقق، انطلاقا من الرؤية الاستراتيجية للإصلاح والقانون الإطار المنظم له والتزامات البرنامج الحكومي.
حوار يناقش الملفات الكبرى:
تنظيم وتعميم التعليم الأولي،
الاستراتيجية الوطنية لتكوين الأطر التربوية،
إصلاح البرامج والمناهج،
الحكامة والتقييم والجودة والتدبير الإداري والتربوي،
التمويل والشراكة، والبنيات والتجهيزات والعدالة المجالية،
وضعية الموارد البشرية والحوار القطاعي،
تحولات المدرسة الجديدة،
ومستجدات مشروع قانون التعليم المدرسي.
ففوجئنا بمحاور لم يحضر لهذا اللقاء جيدا بالمعطيات والأرقام، فلجأ لتغطية هذا الخلل إلى اللغة الشعبوية وكأننا في مقهى، يقفز من موضوع إلى آخر دون خيط رابط، ووجدنا وزيرا يتابعه بصعوبة، ويتحدث بلغة غير مفهومة وأحيانا متناقضة، يدور في حديقة مدرسة الريادة لا يكاد يغادرها إلا ليعود إليها.
فخرج الجميع بخيبة أمل وبخفي حنين، ولا حول ولا قوة إلا بالله».
تدوينة الصمدي لم تكن مجرد رأي فردي، بل لخصت الانطباع العام الذي خرجت به فئات واسعة من رجال التعليم والمتخصصين والمتتبعين. فقد بدا محاور البرنامج وكأنه لم يستعد لملف بهذا الحجم، مكتفيا بلغة انفعالية، وأسئلة مشتتة، ومقاطع طويلة بلا معلومات أو مؤشرات ملموسة.
كما بدا الوزير متذبذباً في الجواب، مترددا في الأرقام، متناسيا جوهر النقاش، وعالقا داخل خطاب “مدارس الريادة” الذي تحوّل إلى مظلة تغطى بها كل تعثرات المنظومة.
ومحصلة اللقاء، وبشهادة المتابعين، أنه أعطى صورة واضحة عن الارتباك العميق الذي تعيشه المنظومة، وأكثر من ذلك: كشف أن الخطاب الرسمي حول المدرسة لا يزال يتعثر في اللغة والاتجاه، وأن الطريق إلى الإصلاح ما يزال غامضا في غياب وضوح الرؤية وجرأة المكاشفة.
وبهذه الطريقة، لم ينجح البرنامج في تقديم حوار، بل أعاد إنتاج الأسئلة نفسها، وترك وراءه خيبة كبيرة.



