لقاء بمراكش يؤكد على أهمية إيجاد المقاربات المثالية للحفاظ على المياه الجوفية
هوية بريس – و م ع
أكد المشاركون في الدورة السابعة لأسبوع الماء والطاقة، الذي انطلقت فعالياته، اليوم الثلاثاء، بمراكش، على أهمية العمل على إيجاد المقاربات المثالية للحفاظ على المياه الجوفية، التي أصبحت تعاني من الاستغلال المفرط.
وأبرز المتدخلون في الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة، المنظمة بمبادرة من المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الماء والطاقة التابع لجامعة القاضي عياض، الى غاية 24 مارس الجاري، في موضوع “المياه الجوفية تراث وطني يجب الحفاظ عليه”، أن هناك ضرورة لتعزيز المشاريع المرتبطة بتحلية المياه، باستعمال الطاقات المتجددة، كحل للحد من الضغط الذي تعرفه الفرشات المائية، خاصة المياه الجوفية.
وقال عميد كلية العلوم والتقنيات بمراكش، السيد موحى تاوريرت، في هذا الصدد، إن “المياه الجوفية تشكل أهم خزان للمياه العذبة على المستوى الدولي، مما يستدعي اتخاذ تدابير للمحافظة على هذا المورد الهام، وتفادي الأنشطة التي لها أثر سبلي على المياه الجوفية”.
وأوضح أن المحافظة على المياه الجوفية، التي تبقى جودتها رهينة بجودة الأنهار والوديان التي تغذيها، يستدعي، في المقام الأول، العمل على تجنب استعمال المواد الملوثة للتربة القادرة على التسرب إلى عمق الأرض لتلوث هذا المخزون الطبيعي من المياه، مشددا على أهمية مساهمة الجميع، سواء المهنيين أو الخواص، في الحفاظ على جودة المياه الجوفية، بتبني الممارسات الفضلى.
وأضاف السيد تاوريرت أن مثل هذه التظاهرات، التي يشارك فيها خبراء وأساتذة وطلبة باحثون، وفاعلون في هذا المجال، تعد مناسبة لبلورة مجموعة من التوصيات الهادفة الى تحسيس الرأي العام وحث المسؤولين على تعزيز الترسانة القانونية الكفيلة بإرساء تدبير أمثل للمياه، وتقديم حلول قابلة للتطبيق لمساعدة المناطق التي تعاني من قلة المياه، مع ايلاء الاهتمام الكبير للجوانب المتعلقة بتدبير المياه في المجال الفلاحي، والرقي بالمشاريع المرتبطة بتحلية المياه واعادة استعمال المياه المعالجة.
من جهتها، أكدت مديرة المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الماء والطاقة (جامعة القاضي عياض)، السيدة ليلى ماندي، أن هذه التظاهرة تندرج في إطار الاحتفال باليوم العالمي للماء (22 مارس)، والتي تهدف بالأساس إلى التحسيس حول اهمية المحافظة على الموارد المائية الجوفية، التي تتعرض للاستغلال المفرط بشكل متزايد، وجعل تحلية المياه بواسطة الطاقة الشمسية أحد الحلول لمواجهة هذا الاستغلال المفرط للفرشة المائية.
وقالت السيدة ماندي إنه “يتعين تضافر جهود كل المتدخلين من اجل المحافظة على الموارد المائية، بما فيها المياه الجوفية، التي أصبح مستواها يتقلص سنة بعد سنة، لما تتعرض له من استغلال مفرط، خاصة في المجال الفلاحي”.
وتتميز هذه الدورة بتنظيم مائدة مستديرة تتناول موضوع “المياه الجوفية.. تراث يجب الحفاظ عليه، وكنز غير مرئي أساسي للحياة”، وورشة عمل للإعلام والتوعية لتحسيس المنتخبين والمجتمع المدني حول أهمية المحافظة على المياه الجوفية، فضلا عن ندوة علمية بالتعاون مع (جمعية الماء والطاقة للجميع)، تعالج موضوع تحول وضعية الموارد المائية.
ويشارك في هذه التظاهرة ثلة من الخبراء والفاعلين المحليين والمنتخبين وممثلي المقاولات والمجتمع المدني والطلبة، لمناقشة مواضيع ذات الصلة بندرة الموارد المائية في المغرب وتقديم اقتراحات لمواجهة الضغط الذي تتعرض له هذه الموارد، من بينها “برنامج دعم التدبير المندمج للموارد المائية في حوض الحوز- مجاط “، و”التنوع البيولوجي للمياه الجوفية .. مؤشر التراث غير المرئي لنوعية المياه”، و”العلاقة بين الماء والطاقة”، و”مشاريع تحلية المياه في المغرب”، و”الري الموضعي للاقتصاد في الموارد المائية”، و”إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة في الري كمورد للاقتصاد في المياه”.