لقاء تكويني بعنوان: “التقويم في مادة اللغة العربية بين واقع الممارسة وتحديات التجديد”
هوية بريس – تقرير: ذ. هشام حادف
نظمت جمعية أساتذة اللغة العربية بمراكش يوم السبت 04 ماي لقاء تربويا تكوينيا في موضوع : (التقويم في مادة اللغة العربية بين واقع الممارسة وتحديات التجديد) بمركز مهن التربية والتكوين – المشور: مراكش.
بدأ اللقاء حوالي الساعة 15:30وافتتاح بآيات بينات من القرآن الكريم شنّف بها الأسماع ذ.جمال كريد. وأعطى مسير اللقاء (ذ.كمال احود) الكلمة بعد ذلك إلى رئيس جمعية أساتذة اللغة العربية (محمد حادف) الذي رحب بالحضور، وشكر جميع الفاعلين المسهمين في إنجاح اللقاء. أخذ الكلمة بعده الأستاذ جمال أبو زاهد الذي ألقى كلمة بالنيابة عن مدير المركز، أبان فيها عن سرور الإدارة لاحتضان اللقاء.
.:. تناول الشق الأول من اللقاء مداخلات نظرية علمية منهجية تعالج قضايا مختلفة لها صلة بالموضوع العام المقترح، وكانت مداخلات أربعة:
* المداخلة الأولى كانت بعنوان: “التقويم التربوي من خلال الوثائق الرسمية: المذكرات والأطر المرجعية”، بين فيها الدكتور الحسين بوم (مفتش تربوي سابق بمديرية الرحامنة) المسار العام للدراسة في المدرسة المغربية منذ فجر الاستقلال في الأسلاك الثلاثة، مشيرا إلى جهود اللجن الوطنية في إنجاح الأطر المرجعية للامتحانات التعليمية من أجل تقويم جودة التعلمات، ودعا في الأخير إلى ضرورة تغيير التقويم النمطي السائد بين صفوف بعض الأساتيذ.
* المداخلة الثانية كانت بعنوان: (مقتضيات الممارسة التقويمية) تفضل بها الأستاذ رحال بغور (مفتش تربوي سابق بمديرية مراكش) وصفا واقع التقويم بأنه موضوع عويص، لكون مؤسسته تمارس تأثيرا على كل المشتغلين في المجال التربوي. كما أكد على أن للامتحانات الإشهادية تأثيرا واضحا على الممارسات التقويمية التربوية.
* المداخلة الثالثة كانت بعنوان: (المراقبة المستمرة والأداء المهني لمدرس مادة اللغة العربية بالتعليم الثانوي الإعدادي) قدمها الأستاذ عمر كندي (مفتش تربوي بمديرية الرحامنة)، وأوضح فيها أن التقويم عنصر محوري في كل منهاج، وجزء هام في العملية التعليمية لأنه يحدد مستوى المتعلمين، ويحسّن عملية التعلم، ويكشف باستمرار عن حاجات المتعلمين وميولاتهم؛ كما يسمح للأستاذ بمراجعة منهجيته وإعادة النظر في طرق التنشيط والتدريس. وأكّد على أن هناك تأرجحا في احترام مقتضيات الأطر المرجعية للامتحانات، والمنهاج المدرسي، والمذكرات المنظمة.
* المداخلة الرابعة كانت بعنوان: (مقترحات منهجية لتطوير الممارسة التقويمية) ختم بها الأستاذ حسن عمار (مفتش تربوي بمديرية مراكش) محاضرات اللقاء، وأشار فيها إلى أنه لا يوجد موضوع أكثر جدلا من التقويم، ولخص مضامين مداخلته في كون الممارسة التقويمية تقتضي المصداقية، والموضوعية، والشفافية والوضوح. وقدم إجراءاتٍ منهجيةً لهذه الممارسة، أوجزها فيما يلي:
1. تحديد موضوع التقويم. 2. صياغة الوضعية المتوخاة. 3. تحديد الوضعية الحقيقية. 4. تنظيم عملية التقويم. 5. تحليل النتائج.
وفي ختام المداخلات النظرية قدم المسير تلخيصا موجزا لمضمون كل مداخلة، ودعا لانطلاق للمناقشة التي أفصحت عن هموم الأساتذة المتصلة بموضوع التقويم، وما يعترض ممارساتهم في ذلك من عوائق وعقبات، وكانت ملاحظاتهم واستفساراتهم سببا لإثارة لإغناء قضايا جزئية مهمة لها صلة بالموضوع. وفي السياق ذاته أثرى بعض المفتشين التربويين نقاش الأساذتة بملاحظات وتوجيهات كانت ثمار تأطيرهم التربوي في الموضوع. ثم تقدم طلبة الإجازة المهنية بكلية اللغة العربية – مراكش، بكلمة شكر وتقدير، معبرين عن استفادتهم من موضوع اللقاء.
وبعد صلاة العصر واستراحة شاي، بدأ الشق الثاني من اللقاء بتنظيم ورشتين تكوينيتين للسادة الأساتذة تفرعتا إلى السلكين المستهدفين: سلك الثانوي الإعدادي الذي أطره: ذ.أحمد فوقراء، و ذ.حسن عمار. وسلك الثانوي التاهيلي الذي أطره: ذ.عبد الإبراهيمي، و ذ.عمر كندي، وذ.رحال بغور. وكانت موضوع الورشتين: التقويم التربوي في التعليم الثانوي الإعدادي: الواقع، الاختلالات، التحديات، الآفاق.
وقد خلصت الورشتان إلى عدد من التوصيات أهمها:
– استثمار أشغال هذا اللقاء التربوي التكويني ونتائجه في تنظيم يوم دراسي كامل في موضوع التقويم التربوي.
– تخصيص الورشات للجانب التطبيقي والعملي.
– وضع الوثائق التربوية الخاصة بالتقويم رهن إشارة الأساتذة بمؤسساتهم التعليمية.
– استثمار الأطر المرجعية للامتحانات الإشهادية في إعداد فروض المراقبة المستمرة والدروس.
– توفير بنك نصوص على مواقع التواصل الاجتماعي.
– انفتاح الجمعية على أساتذة باقي مديريات جهة مراكش أسفي.
عقد شراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش-أسفي وبالخصوص مصلحتي الشؤون التربوية والتأطير والتتبع التربوي.
وأبدى الاشتغال في الورشتين عن حماسة الأستاذات والأساتذة ونشاطهم من خلال التفاعل المثمر مع المحاور المقترحة للورشة، وحوارهم البناء مع السادة المفتشين التربويين الذي أجمعت كلمتهم على الإشادة بهذه المبادرة، إذ هي ومثيلاتها سبيل إلى الوقوف على جملة من التعثرات التي تعيق العملية التعليمية التعلمية، كما أنها مدخل إلى تجدد أواصر الائتلاف والتواصل بين الأساتذة لتبادل خبراتهم ومهاراتهم في الميدان.
وفي الختام تم توزيع شواهد المشاركة على السادة المؤطرين المتدخلين، وشواهد الحضور على السادة الأساتذة الحاضرين في أشغال هذا اللقاء التربوي التكويني.