لقاء تواصلي مع البعثة الدينية المتوجهة للخارج خلال شهر رمضان
وشكل اللقاء مناسبة لتزويد أفراد البعثة التي شكلتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالتوجيهات والتعليمات التي يتعين عليهم استحضارها عند قيامهم بمهام تأطير الجالية المغربية بالخارج خلال شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ – 2024م.
وتتألف هذه البعثة العلمية من 24 واعظا و19 واعظة و321 مشفعا، سيتوجهون إلى كل من فرنسا، واسبانيا، وهولندا، والسويد، والدنمارك، وألمانيا، وإيطاليا، وبلجيكا، وكندا، لتأمين التأطير الديني للجالية المغربية بهذه البلدان، وتمتين أواصر العلاقة فيما بين أفرادها، انطلاقا من التمسك بالثوابت الوطنية؛ مع الحرص على الاشتغال في انسجام تام مع القوانين الأوروبية والجمعيات المؤطرة للشأن الديني للمغاربة في البلدان المعنية.
وفي كلمة بالمناسبة حث الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، سعيد شبار، أفراد البعثة التي حظيت بشرف المواكبة الدينية لمغاربة الخارج، على استشعار المسؤولية الكبيرة التي تم انتدابهم لها، حتى يفقهوا الناس دين هم، وسنن نبيهم، وأن يتحمسوا على النحو الأمثل للأمانة التي كل فوا بها.
وأهاب شبار بأفراد البعثة خلال اللقاء الذي عرف على الخصوص حضور مدير معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، عبد السلام الأزعر، استحضار الهوية الدينية المغربية، وحسن تنزيل نموذج التدين المغربي الذي يتأسس على الثوابت الدينية للمملكة ومنها إمارة المؤمنين التي ترعى “تدين المغاربة أينما كانوا”، مسجلا حاجة أفراد البعثة إلى “الانضباط لفقه الواقع وحسن استيعاب السياق الذي سيشتغلون فيه خلال الشهر الفضيل”.
وأكد في هذا الصدد أهمية “تحري المضمون التبيلغي الأمثل”، في معرض التفاعل ومعالجة القضايا الخاصة بالجالية المغربية في الخارج، ووفق ما يقتضيه السياق، مشيرا إلى أن الجيلين الثالث والرابع من مغاربة الخارج على وعي واطلاع بالتحديات التي يواجهونها، مما يتعين معه “معالجتها باللين والحكمة المطلوبين”.
من جانبه قال الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، محمد رفقي، إن هذا الابتعاث يأتي تنفيذا للتوجيهات السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس “الذي يرعى الإسلام والمسلمين”، مضيفا أن هذه البعثة الدينية المتوجهة للخارج خلال شهر رمضان المبارك، من أجل الاضطلاع بمهام المواكبة الدينية للمغاربة المقيمين بالخارج، تعكس “النموذج الديني الذي يميزنا عما سوانا”.
وأوضح أن هذا الابتعاث يأتي أيضا استجابة للطلبات الملحة التي تفد على الوزارة من الجالية المغربية بالخارج، وتعتبر دليلا على تشبثها بالنموذج الديني المغربي الذي يتأسس على العقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي، والتصوف السني، داعيا أفراد هذه البعثة إلى استيعاب وفهم الواقع الأوروبي، والتركيز على تحقيق المواكبة الدينية لمغاربة الخارج، وتفادي الأمور الخلافية، مع الامتثال للقوانين والتدابير التي أقرتها الجهات المختصة.
وقامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتوزيع الوعاظ والواعظات والمشفعين على البلدان الأوروبية، انطلاقا من الاتفاق الذي يتم مع سفارات وقنصليات المملكة بالخارج، وكذا مع الهيئات المسيرة للمساجد المغربية التي تعتبر المخاطب الرسمي في هذا الشأن.