(لقد جئتَ شيئا إمْرًا).. على هامش قضية عزل الخطباء
هوية بريس – لطيفة أسير
أن تبصر عين وزارة الأوقاف كليلة عن تجاوزات بني علمان، جاحظة على أئمة المساجد، تعدّ عليهم أنفاسهم، وتحصي حروف خطبهم، وتبادر لعزلهم عند أول خروج عن قوانين تمّ وضعها للإمعان في عزل المساجد عن الحياة العامة، فهذا أمر لا يكاد يمر عليه مرور الكرام، إلا من سفِه نفسه.
قد ضاقت نفوس العباد من خطب جوفاء فاقدة لكل مصداقية، خطب شحّت فيها روح الخطيب المسؤول الذي يعتبر ذاك المنبر أمانة قلّده الله إياها لتبصير العباد بأمور دينهم في انسجام تام مع أمور دنياهم، ليقينه أن الدين نظام رباني ما أُنزل إلا لتسيير وتيسير حياة العباد.
صار الخطيب رجلا آليًا يتم شحنه ليكثر شحمه، أداة طيّعة لتدجين الناس، وتمرير خطابات جعلت الشباب المسلم ينفر من خطب الجمعة، كراهة لأسلوبها واستهجانا لسماجة خطبائها، حتى كتب أحد الشباب يوما في الفضاء الأزرق -الأخ الحاج مول الدجاج-: (ويُسَنُّ يوم الجمعة.. مراجعة مفكّرة الأعياد والمناسبات حتى لا تصادف مناسبة وطنيّة.. فيصعَقَكَ الخطيب بما لا قِبَلَ لَكَ به.. ويفجَعَكَ في جمعتك فيفسد عليك بقيّة اليوم).
وهي عبارة وإن كانت تحمل في ظاهرها دعابة مهضومة، لكن بين طياتها رسائل جمّة من نفس مكلومة من الوضع المزري الذي آلت إليه خطبة الجمعة .
ووفاء منها لعهد التدجين، فإن الوزارة ما تكاد تفطن لوجود “خطيب رجل” حتى تبادر لإخراسه وكتم صوته في اطمئنان تامّ أنْ لا أحد يجرؤ على معارضتها، لأنّ القوم نيام!
لا أدري إلى متى يستمر هذا الشطط في استعمال السلطة؟ وإلى متى تظل المجالس العلمية تلتزم الصمت ولا تدافع عن أئمةٍ ذنبهم الوحيد أنهم “اتقوا الله” وجهروا بكلمة الحق في زمنٍ الكل نكّس رأسه خوفا على لقمة عيشه، وحرصا على دريهماته المعدودة؟
مقال سخيف.بأسلوب سخيف…………………………………………..شوهتم مهنة الصحافة