لكع بن لكع ورحلة أفلاطون إلى الأمازيغ

01 مايو 2025 22:41

هوية بريس – د.إدريس الكنبوري

من الجهالات التي شاهدتها للمدعو لكع بن لكع مقطع وصلني أمس يقول فيه إن أفلاطون قطع البحر المتوسط إلى الأمازيغ لكي يحل معادلة رياضية، من الرياضيات وليس الرياضة البدنية، فنقول رياضياتية لا رياضية.

لكع بن لكع الذي يتطاول على الجهلة بأنه مثقف ويؤمن بالعلم رغم أنه لا يفقه إلا في التهريج، أخذ على عاتقه ثلاثة مهام، الدفاع عن الصهيووونية، وتمجيد الوثنية الأمازيغية، ومحاربة الإسلام.

ولا نعرف أين وجد هذه المعلومة العجيبة، فالشعوب المتوسطية التي كانت تعرف الرياضيات في حقبة أفلاطون في القرن الخامس قبل الميلاد هي مصر والعراق وليس الأفارقة، لأن الرياضيات كانت مرتبطة بالظروف الاجتماعية والمناخية لدى الشعوب القديمة، وكان المصريون يحتاجونها بسبب وجود النيل والعراقيون بسبب وجود دجلة والفرات، كما أن العرب لم يكونوا يعرفونها بسبب وجود الصحراء ولم يعرفوها إلا بعد الإسلام بسبب الحاجة إلى معرفة الحساب في الزكاة والمواقيت. وافلاطون وغيره من الاغريق تعلموا في مصر في الإسكندرية ومن مصر انتقلت العلوم إلى الاغريق. علاوة على هذا فإن الأمازيغ في تلك المرحلة كانوا تحت الإمبراطورية القرطاجية، ولم ينقل لنا التاريخ شيئا عن علوم القرطاجيين، فكيف يكون للأمازيغ علم رياضيات في تلك الحقبة بينما لم يكن حتى للإمبراطورية القرطاجية علوم؟َ وهل يقبل العقل أن تكون للأقلية علوم بينما الإمبراطورية التي عاشوا تحتها لم تكن لها علوم، إلا إذا كانت هناك مدارس خاصة وبعثات كما توجد لفرنسا اليوم مثلا في المغرب، وهذا مستحيل بل مضحك.

وإذا كان أفلاطون قد جاء إلى الأمازيغ لحل معضلة رياضياتية افتراضا، هل حل له الأمازيغ تلك المعضلة وتوقفوا؟أين باقي القضايا الرياضياتية التي خلفوها؟ هل حلوا معضلة أفلاطون فقط ثم رجعوا إلى النوم؟

لكع بن لكع لم يستعمل يوما عقله تماما، فهو حاطب ليل، كلما وجد خبرا كاذبا عن الأمازيغ في عصر الوثنية صدقه، وكلما وجد خبرا صحيحا عن المسلمين كذبه، فهو صادق في الكذب كاذب في الصدق، ولكن الرياضيات لا تتعامل مع المعادلات الكاذبة.

ولكع بن لكع مغرم بتمجيد اليونان، لذلك يكذب على نفسه بأن المسلمين أخذوا من علوم اليونان؛ بينما اليونان أخذوا علوم المصريين. واليونان لم يعرفوا العلم إلا في مدينة أثينا العاصمة بينما كان باقي الشعب يعيش في الجهل والعبودية، فقد كانت هناك حواضر كثيرة في اليونان منها تيفا وكورنت ورودس، لكن أثينا وحدها التي عرفت العلوم والديمقراطية، بينما انتشرت العلوم عند المسلمين في جميع المدن والقرى حتى رؤوس الجبال، وعمت الأغنياء والفقراء والسادة والعبيد والرجال والنساء، وما كان في اليونان من علماء طيلة تاريخها لا يتجاوز عددهم عدد العلماء في حي في البصرة، وقد انتشرت العلوم والفلسفة عند اليونان في مدينة واحدة فقط هي أثينا، بينما انتشرت عند المسلمين في وقت واحد في عشرات المدن كالبصرة والكوفة وبغداد ودمشق والفسطاط وغيرها، وعندما فتح المسلمون الأندلس كانت الأندلس في مساحة من جنوب إسبانيا، لكن العلوم فيها عمت جميع المدن كقرطبة وبلنسية وغرناطة وإشبيلية وسرقسطة والزهراء والمرية وبطليوس وإلبيرة وغيرها، وهذا لم يحصل في جميع الحضارات إلى اليوم رغم وجود الجامعات، إذ تجد الجامعات في كبريات المدن فقط، وفي أوروبا نفسها اليوم تتمركز المعارف في العواصم، بينما كان كل بيت لدى المسلمين جامعة، حتى من ليس من العلماء أو الفقهاء هو حافظ للقرآن، فأي مقارنات بين حضارة اليونان أو حضارة أوروبا وبين حضارة المسلمين؟

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة