عقب إدلاء الشيخ الحسن الكتاني لـ”هوية بريس” بتصريح (فيديو) حول مسؤولية حكومة العدالة والتنمية في تعذيب للمعتقلين السلفيين في السجون، نقلت جريدة “لكم” التابعة لعلي أنوزلا، المقطع المذكور وأدرجت معه خبرا؛ ادعت فيه بشكل غريب أن الحسن الكتاني رئيس جمعية “البصيرة للدعوة”، حمل حزب العدالة والتنمية، القائد للحكومة الحالية، مسؤولية ما يتعرض له المعتقلون الإسلاميون في السجون من تعذيب.
وجاء في تضاعيف خبرها على لسان الكتاني: “الحقيقة أن مسألة التعذيب داخل السجون في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية، أمر واقع، مع وجود حالات التضييق على السجناء، ووجود بعض حالات التعذيب، وأمور اختلفت عما كانت عليه الحكومة السابقة”.
وصنيع اليومية المذكورة في الخبر جاء على نسق من يقرأ آية (ويل للمصلين) دون إكمال الآية ليتضح معناها.
حيث أن الشيخ الكتاني قال في كلمته بكل وضوح؛ بعد تأكيده على وجود الظلم وحالات التعذيب: “هل السبب هو حكومة العدالة والتنمية؛ هل حكومة العدالة والتنمية أمرت أن يعذب الناس في السجون ويضيق عليهم؟ حقيقة حكومة العدالة والتنمية وكما يصرح مسؤولوها ليس لهم من الأمر شيء”. فمندوب إدارة السجون وفق الكتاني دوما “تابع رسميا لرئيس الحكومة؛ لكن الواقع أنه غير تابع له فليس له سلطة عليه بتاتا”.
ومنهجية تحريف كلام الدعاة والفاعلين في المجال الشرعي ليس قاصرا على الجريدة الإلكترونية المذكورة؛ بل يسلكها كثير من المنابر الإعلامية التي تتبنى توجها أيديولوجيا مماثلا.
أود أن أشير ها هنا إلى أن الشعار الذي يكرره بعض زملاء مهنة المتاعب؛ بكون الصحافي لا لون له ولا طعم ولا رائحة، وأنه محايد، ويقف من الجميع على مسافة واحدة، شعار فارغ وفيه مغالطة كبيرة، لأنه بات واضحا للعيان أن كل صحافي يخدم طرحه وتوجهه، ويدافع عن قناعاته ومرجعيته.
وإذا كان الأمر كذلك؛ فنحن نطالب بشيء قليل جدا من المصداقية في النقل؛ ومثله من العدل في القول.