للأزواج وللزوجات..

25 يوليو 2025 01:43

هوية بريس – تسنيم راجح

صعبٌ جداً أن تدخل وتدخلي الحياة الزوجية وأنتم تتوقعون فيها تحقيق الأحلام، والراحة وإيجاد الخيالات المؤجلة والمتعة والاسترخاء، وفي نفس الوقت لا تعطوا هذه الحياة أي وقتٍ ولا تقدّموا لنجاحها أي جهد، ولا تتعلموا عنها أياً من أساسياتها، ومن ثم تتوقعوا نجاحها واستقرارها، وتتفاجؤون إن حدث العكس!

صعبٌ جداً أن تبقيَ فتات الوقت لزوجتكَ وبيتك دوماً، لا تجلس مع زوجتك إلا نادراً، لا تتكلّم معها إلا بالطلبات، لا تترك الهاتف من يدك وهي تكلّمك أبداً، لا تتذكر الحنوّ عليها ولا تسأل عن حالها إلا ما ندر، وفي نفس الوقت تتوقّع أن مشاعرها نحوك ثابتة وعلاقتكم مزدهرة وأنها ستفهمك دوماً ولا تتقلّب معك ولا يظهر عليها أي نقصٍ أو تقصيرٍ..

صعبٌ حداً أن تنجحي في دوركِ كزوجةٍ وأنتِ لا تجالسين زوجك إلا بدون تركيز أو مع كثيرٍ من الإنهاك وعدم الاهتمام، تحتاجين أ٫ تخططي لتخصيص الوقت والطاقة لزوجكِ، للجلوس معه ومحادثته، للاستعداد له، للتزيّن له بحسب وسعكِ، للنشاط حين لقائه، لتحمّله والصبر عليه وفهم شخصيّته ونقاط قوته وضعفه وطباعه التي لا يمكن تغييرها ولحاجاته منكِ وكيف تستطيعين تلبيتها أو التلطف في الاعتذار عن أجزاءٍ منها أو تأجيلها..

صعبٌ جداً أن تنجح كزوجٍ قوّامٍ دون أن تحاول فهم الأنثى التي تزوّجتها ونفسيّتها، ضعفها وتقلّباتها وحاجتها لمن يحتويها، اختلافها عنكَ في التفكير والتعامل والكلام والتأثر، أثر الكلمة الرحيمة والمدح عليها، كونها لا تعني كلّ ما تقول، وتحتاج لمن يتغافل عن أخطائها أحياناً ويعينها على نفسها بالحزم أحياناً وباللين أحياناً وبالتدرّج أحياناً وبالتغافل والتعاون أحياناً كثيرة..

صعبٌ جداً أن تنجحي كزوجةٍ إن لم تتعلّمي وتعيشي حياتك اليومية بحسب محوريّة دورك كزوجة في منظومة عبوديتك لربك سبحانه، هذه المحوريّة تعني أن إتقان هذا الدور (بحسب وسعك وضمن المعروف) هي من أولى ما يخصص الوقت له ويتم تخطيط الحياة بحسبه، لا يمكن لذلك أن ينجح مع عملٍ يأخذ منكٍ أربعين ساعةً في الأسبوع، لا يمكنه أن ينجح مع التسجيل في دوراتٍ شرعيّة تستغرق كلّ وقتك وإن كانت نافعة، ولا يمكنه أن يكون دون تعلّمٍ واجتهادٍ في ترك كثيرٍ من المعتادات التربوية والاجتماعية..

صعبٌ جداً أن تنجح كرجلٍ قوّامٍ في بيتك ما لم تتعلّم معني القوامة وما ما تحتويه من مسؤولياتٍ، في الإدارة والتأديب الحكيم والأمان والتوجيه والنصح والإرشاد والاحتواء النفسي والعاطفي والمادي، في كون الرحمة محورية في نجاحها، في كون التغافل عن الأخطاء والهفوات جزءاً لا يتجزأ منها، في انضباطها بوسع الزوجة المتغيّر كثيراً، وفي محوريّة سعة العقل والحكمة والرشد فيها، وفي أن التوازن بين الشدة واللين وأخذ المشورة والثبات والرفق والحزم والتفهّم والإعذار من أساساتها..

صعبٌ جداً أن تنجحي في زواجكِ ما لم تجتهدي لتشعري زوجتك بهيبته ومكانه في البيت والأسرة، لا تتجاوزيه ولا تسبقيه بقرارٍ متعلّقٍ بالزواج والبيت والأسرة إلا إن علمتِ رضاه و إن حدث أن سبقتيه فاعتذري وأظهري الاستعداد للتراجع، لا تخطئيه أمام الأولاد والأهل والغرباء إلا لمصيبةٍ قد تحدث، لا تقفي في وجهه حال تربيته للأولاد أو توبيخه لهم، واجتهدي لتظهري الطاعة له حين يطلب ومن ثم بعد مرور الموقف ناقشيه إن كان الطلب خارجاً عن وسعك..

ومع أن الأمر يستغرق محاضراتٍ ودورات.. لكن المقصد..

أن النجاح في الزواج يحتاج علماً وعملاً ووقتاً وجهداً وتخطيطاً واستعداداً، يحتاج إعطاء هذه الأسرة حقها من قبل الزوجين، يحتاج توجّهاً صادقاً لإنماء وإزهار هذه البذرة، ولا شك أن نجاحها وتفتحها عن خيرها هو من أجمل وأعظم ما قد يستمتع به المرء في الدنيا والاخرة، بل لعلها أعظم استثمار له في المستقبل القريب والبعيد بإذن الله..

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة