للقصة ذيل وبداية…
هوية بريس – محمد بوقنطار
كبرنا على وصف مطرد يقرع آذاننا في رفق وموادعة تعلمنا منه ذوقا وتجربة أن الأم حضن وكنف ومدرسة، ورمز ضارب في طنب التضحية والإيثار والمكابدة، تتمنى النقصان من رصيد عمرها لتفرق أنصبته على أولادها بله أحفادها، فيطول العمر بنا سعادة في مقابل شقائها، وغنانا في مقابل فقرها وشحنا في مقابل كرمها وبخلنا في مقابل إحسانها وجحودنا في مقابل شكرها ونهمنا في مقابل قناعتها وصحتنا في مقابل سقمها ونومنا وبياتنا في مقابل أرق سهرها وراحتنا في مقابل شغلها وتعبها وشهرتنا في مقابل غمرتها وسترنا في مقابل تنقصها… ولم نترب ذوقا وتجربة إلا على هذا، بل هي فطرة لم نظن يوما أن يقدح في سويتها وسبيلها المستقيم إقعاد من قبيل أن تتحوّل هذه الأم إلى اسم على غير مسمى، وتستحيل إلى مقاولة تتاجر في عرض أبنائها فتستغل حادثة اعتداء أو اغتصاب مس عرض أحدهم لتنقلها الحادثة من الفقر إلى الغنى ومن الغمرة إلى الشهرة ومن الضعف المطلوب إلى السعي المرغوب، ومن قدرة العيش إلى الرفل في ثوب الكبرانية، ومن فضيلة الستر إلى نقيصة الفضح… وهل استطاع هذا الابن أو تلك الابنة أن تمشي أو يمشي متأبطا لذراع هذه الأم المقاولة مرفوع الرأس بادي الوجه عزيز الانتساب إليها منفك الذمة، كما اسطاعت هي أن تتصعد مراقي الشهرة في انشراح صدر وأن تقتحم عقبات المناصب والمسؤوليات رافعة عقيرة الدفاع عن عرض الأبناء، مدافعة في عين اللحظة ومختلف الموقع والقناع عن حق المغتصب في الحياة الكريمة دارئة عنه في عناد وإصرار إمكانية توقيع عقوبة أو حد عادل يجبر الخاطر ويشفي صدور قوم مؤمنين