لماذا أخفق اليسار الجذري في اختراق المجتمع؟
هوية بريس – أحمد الشقيري الديني
اليسار الجذري لم يدرس بعمق سبب إخفاقاته المتتالية في الانتخابات..!
لماذا يعرض عنه المغاربة بالرغم من تاريخه النضالي؟!
من بين أهم الأسباب لتقهقره، كونه يستهدف ثوابت الدين بدعوى الحداثة والتقدمية ومحاربة الرجعية والظلامية، دون بناء مشروع فكري وفلسفي يستند إليه في هدم مرتكزات الإسلام: الله والنبوة والآخرة..!
هو يلجأ للاستهزاء بالرموز الدينية، وهذا يجعله في مواجهة عدائية مع المجتمع المحافظ بطبعه، أو يلجأ لنظريات غربية نشأت في سياق الصراع بين الكنيسة والعلم، وهو سياق مختلف عن ظهور الحضارة الإسلامية وعلاقة الإسلام بالدولة أو بالعلم..!
هذا الكسل الفكري أو الخوف من سلطة المجتمع تجعل مثقفي اليسار يلبسون التقية، فأحيانا يدعون أنهم يواجهون الإسلاموين أو المتأسلمين دفاعا عن الإسلام..!
وأحيانا يدعون أنهم يواجهون الرجعية والوهابية والسلفية والإخوانية، والإسلام في زعمهم مباين لهذه الفرق والطوائف..!
ثم بعد ذلك تجدهم، في جمعياتهم، يرفعون مطالب حقوقية مخالفة لقطعيات الدين، وهذا يجعلهم محط توجس كبير من المجتمع الذي يلاحظ ازدواجية الخطاب عندهم، فيعرض عنهم..!
(إحدى بناتي، وهي طالبة جامعية، قالت لي قبل الانتخابات الأخيرة، إنها تقدر السيدة نبيلة منيب، فهي امرأة ذات مستوى ثقافي عال، ومناضلة سياسية، وأنها تتمنى لو تصوت على حزبها لولا أنها تدعو للمساواة في الإرث بين الذكر والأنثى، وهو ثابت من ثوابت الدين..!)
فتأمل..! لست أنا من قال، بل هي..! بالرغم من أنها أنثى، ترى دعوة المساواة في الإرث تجاوز واعتداء على مرجعيتها..!