لماذا أغضبتهم “أسماء مشرقية” بأزقة “تمارة”؟!
هوية بريس – عابد عبد المنعم
كما تابع الجميع فقد أحدِثت، في عز فترة الحجر الصحي، زوبعةٌ أخرى في فنجان، سببها هذه المرة تسميات بعض الأزقة بمدينة تمارة.
منابر و”ناشطون” عبروا عن غضبهم ورفضهم تسمية أزقة “مغربية قحة” بـ”أسماء مشرقية وهابية”.
طيب هذا شيء جميل، فالغيرة على الوطن والهوية و”التامغربيت”.. لا نملك حيالها إلا التثمين وكثير من التصفيق..
لكن، ألا توجد كثير من الشوارع والأزقة والساحات العمومية في ربوع الوطن تحمل أسماء مشرقية وغير مشرقية؟
نعم توجد.. إذا فما المشكل؟
آه.. المشكل أن مشارقة أزقة تمارة “وهابية” و”دواعش” وفق تعبير الغاضبين!
طيب، وبعض النظر عن إلصاق “تيكيتة” الدعشنة لمشارقة تمارة من أجل غاية يعرفها الجميع، ماذا عن المشارقة الذين يحضرهم “العلمانيون الغاضبون” جسدا وروحا، ليحاضروا أمام المغاربة في مختلف التظاهرات الثقافية والفكرية والفنية؟
ماذا عن الأفكار التي يمررونها مشافهة للمغاربة “على عينك أبن عدي” ويفخخون بها عقولهم؟
ماذا عن استهدافهم للهوية المغربية والدين الإسلامي بشكل سافر؟
ماذا عن ترويجهم للإلحاد في بلد الإسلام؟
لا تنسوا “معشر الغاضبين” أنه في سنة 2015 استضاف حكيم بنشماش، رئيس غرفة المستشارين حاليا، خلال شهر رمضان بالمكتبة الوطنية الملحد المشرقي سيد القمني، فطعن وسط العاصمة الرباط في نظام البيعة وقال إنه نظام استبدادي، وآلية يوظفها الديكتاتور للجلوس على كرسي الحكم بالقوة، ونحن نعلم أن هذا النظام معمول به في المغرب، والملك محمد السادس أمير للمؤمنين وفقا لهذا النظام.
وفي 2017 وخلال الدورة 13 من مهرجان “ثويزا” طالبت المشرقية نوال السعداوي المغاربة بـ”انتقاد الله ومناقشته وعدم طاعته”! ودعت من طنجة إلى التحرر من أحكام الإسلام والتمرد على الرجال.
وفي 2017 و2019 استضاف مهرجان “ثويزا”، الذراع الثقافي والفني لحزب الأصالة والمعاصرة، المشرقي يوسف زيدان الذي ادعى دون أن يرف له جفن أن القائد صلاح الدين الأيوبي “واحد من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني”، وأن المسجد الموجود في القدس ليس المسجد الأقصى، وأن القدس ليست مكانا مقدسا.
وفي شتنبر 2018 استقبِل سرا الملحد المشرقي الفار من مصر “حامد عبد الصمد”، وشارك رفقة كل من “عصيد” و”محمد المسيح” في ندوة تحت عنوان “التنوير فوبيا”.
إذا فالمشارقة حاضرون وبشكل بارز في المشهد المغربي، في الأزقة والساحات.. والتظاهرات والمهرجانات.. لكن مشكلة الغاضبين تكمن مع نوع معين من المشارقة، تماما كما المغاربة الذين يناصبونهم العداء ويشنون ضدهم حملات تحريض وكراهية..
إلا أن المفارقة أن “مشارقة أزقة تمارة” بينهم أطباء وإعلاميون وصحفيون ومتخصصون في شؤون الأسرة.. أما المشارقةُ أولياء الغاضبين فلا نعرف عنهم سوى شيء واحد، وهو استهدافهم للتراث تحت قناع البحث و”التفكير”.. والترويج لثقافة “فاحش” تحت ذريعة “الحريات الفردية”..
رجاء..لا تغضبوا؛ فالغضب يفتح بابا للشيطان، ولا تنسوا أننا نعيش في كوكب واحد، فلا تغلقوا على أنفسكم في زمن الانفتاح..
عجب تسمية شوارع باسم مشارقة أو مغاربة سواء وهم أحياء وعجب عجاب استضافة دعاة الإلحاد والطاعنين في الهوية والمعتقد الجمعي للمغاربة المسلمين،ولكن الله عنده قانون اسمه العدل والجزاء لم يزغ عن أمر الله أبدا،فيامن همك أذى الله ورسوله والمؤمنون بإدخالك الظلمة الفكريون لعقر دارنا وصدرنا المؤمن سينالك في حين من الدهر هذا الجزاء،ولن يملك لك أحد نصرا ولاغوثاََ،ووعد الله بيننا.