لماذا التيار العلماني اللاديني تخيفه خطبة الجمعة؟
هوية بريس – د.محمد عوام
الواقع يؤكد أن التيار العلماني اللاديني في المغرب، قد اكتسح كافة المنابر الإعلامية، يصول فيها ويجول، ويهجم من خلالها على الثوابت الشرعية، وينتقد القطعيات، بل يصرحون بوقاحة وجهل أعمى بمخالفتهم للشريعة الإسلامية.
ثم ينفثون حقدهم وسمهم في الفقهاء والعلماء والدعاة، ويصفونهم بكل وصف فيه منقصة، ويلصقون بهم كل مثلبة، ولا أحد من الناس اشتكى إلى الملك باعتباره أميرا للمؤمنين وحامي حمى الملة والدين، لأن الناس يعلمون أن نهيق العلمانيين اللادينيين سينتهي ويتبخر مع مرور الزمان، ويصبح في خبر كان، لأنه مثل زبد البحر، سيذهب لا محالة جفاء. وأما الشريعة فباقية راسخة، ولا أدل على ذلك من كثرة معتنقيها.
أتدرون لماذا يغيضهم خطبة خطيب؟
لأنهم يعلمون علم اليقين في أنفسهم أن ما يقوله الخطيب حق يدمغ باطلهم، فإذا هو زاهق، وأن الناس يسمعون للخطيب ويثقون فيه، ولا يلتفتون إليهم، لأنهم يعتبرون الانحراف عن الشريعة من أفكارهم السقيمة أقرب إلى الكفر منها إلى الإيمان إن لم تكن كذلك، والأدلة على ذلك متوفرة.
فالخطيب في بلدنا يتمتع بمصداقية وله حظ من العلم، ويعمل في ظل ثوابتنا الدينية والوطنية، وليس كمن أجسادهم هنا وقلوبهم مع الأمم المتحدة والغرب في هرطقاته وانحرافاته.
ولذلك من التسفل المخزي، والوقاحة الساقطة أن يشتكى من الخطباء الذين يؤدون مهمتهم بكفاءة وجدارة ومسؤولية، وإذا كان هؤلاء الخطباء منارة الأمة غلاة في الدين ومتطرفون كما تزعمون بوقاحتكم، فأين نضعكم بمخالفاتكم الرعناء ومواقفكم العوجاء من الإرث، والزنا، والزواج، وووو
المهم إن مهمة البرلمان النظر في مصالح الشعب وخدمته، لا أن تقوم شرذمة لا قيمة لها ولا وزن في الواقع فتحرض على الخطباء، وتحسب نفسها أنها تصول صولة الأسد، مع العلم أنها بعيدة الكل البعد عن ذلك.
