لماذا تحول اهتمام شركات الوسائط من فيسبوك ليوتيوب؟
هوية بريس – وكالات
هل بدأ موقع فيسبوك يفقد اهتمام شركات إنتاج الفيديو لصالح يوتيوب؟ ولماذا هذا التحول في الاهتمامات رغم الشعبية الجارفة لفيسبوك الذي يملك أكبر قاعدة مستخدمين في العالم؟
فعلى سبيل المثال قررت شركة “هاوس أوف هايلايتس”، التي تملك أكثر من 8.4 ملايين متابع على إنستغرام، التوسع في نشر الفيديو الرياضي والثقافي إلى منصات تواصل اجتماعي أخرى، لكن لم يكن فيسبوك في اعتبارها مطلقا.
يقول المدير العام للشركة، دوغ بيرنشتاين، إن فيسبوك ليس الهدف الرئيسي لجمهور “هاوس أوف هايلايتس” الذين تتراوح أعمارهم من 12 إلى 24 عاما، كما أن الشركة لا تسعى للتوسع من أجل التوسع بحد ذاته، وإنما “نريد التعمق أكثر في مجتمعنا”، على حد تعبيره.
وبذلك تحولت هاوس أوف هايلايتس إلى يوتيوب لتنضم إلى عدد متزايد من الناشرين وحتى الرياضيين المشهورين الذين يرون في خدمة مشاركة الفيديو المملوكة لغوغل المنصة المفضلة للوصول إلى جمهورهم الرئيسي وجني بعض الأرباح في المقابل.
وقبل عام كان نجم دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (أن بي أي)، كيفن دورانت، يتطلع إلى التواصل مع المشجعين بعد أن غير فريقه. فتخطى دورانت ومدير أعماله المؤسس المشارك لشركة “ثيرتي فايف ميديا” ريتش كليمان، منصة فيسبوك، والتقيا بكبار المسؤولين في يوتيوب. ورغم أن كليمان كان يعرف بالفعل مدى كبر جمهور يوتيوب لكنه خرج من الاجتماع بفهم أكبر للشهرة الكبيرة التي يبلغها نجوم يوتيوب.
وفي يناير الماضي أعلنت شركة ثيرتي فايف ميديا توقيع اتفاقية مع يوتيوب لإنشاء قنوات يوتيوب للرياضيين، بمن فيهم نجم رياضة كرة القدم الأميركية ريتشارد شيرمان، ونجم دوري كرة السلة الأميركية للمحترفين كارل أنثوني تاونز.
وفي حين أن خدمة الفيديو عند الطلب “فيسبوك ووتش”، التي أطلقتها فيسبوك في غشت 2017، لم تقلع بعد كي تصبح مصدر عائدات للناشرين، وشبكة التواصل لا تعطي الأولوية لمحتوى الناشرين، فإن يوتيوب تقدم ملاذا آمنا للناشرين الذين يرغبون في الدخول إلى مجال أعمال الفيديو. فعلى سبيل المثال، بإمكان الناشرين بيع الفيديو الذي يملكونه مباشرة على يوتيوب.
كما يدرك الناشرون أن الناس يتوجهون إلى يوتيوب خصيصا لمشاهدة الفيديو. وهذا السبب الذي دفع شركة النشر “فاذرلي” إلى إحياء قناتها في يوتيوب مؤخرا، وقد بدأت القناة ببث الفيديو في قناتها في فبراير الماضي للمرة الأولى منذ يونيو 2017.
كما أن إصدار عروض مسلسلة ليوتيوب يوفر للناشرين فرصة تجربة برامج قد ترغب شبكات التلفزيون أو خدمات البث في تطويرها إلى برامج طويلة. فشركة “كوميدي سنترال” صاحبة برنامج “برود سيتي” وشركة “أتش بي أو” صاحبة برنامج “إنسكيور” نشأتا كقنوات يوتيوب. ويبحث الناشرون الجدد على يوتيوب عن فرصة مثل هذه.
ويقول بيرنشتاين إن يوتيوب هو المكان المفضل للمشاهدة الطويلة، وهو أيضا أقرب للمشاهدة المنتظمة في مواعيد، بينما على فيسبوك والمنصات الأخرى، فأنت تنتقل في الصفحة، وتنتظر عنصر المفاجأة، حسب الجزيرة.