لماذا غاب صوت أعضاء المجلس العلمي الأعلى عقب أول ورش لإصلاح مدونة الأسرة؟
هوية بريس – عابد عبد المنعم
عقب الاجتماع الذي عقد أمس السبت بمقر أكاديمية المملكة المغربية والمتعلق بمراجعة مدونة الأسرة، والذي شارك فيه كل من وزير العدل عبد اللطيف وهبي، والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية محمد عبد النبوي، ورئيس النيابة العامة الحسن الداكي، إلى جانب الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى محمد يسف، ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أمينة بوعياش، والوزيرة المكلفة بالتضامن والادماج الاجتماعي والأسرة عواطف حيار.
تساءل عدد من المتابعين للقاء لماذا صرح كل المشاركين في الاجتماع بما فيهم أمينة بوعياش وعواطف حيار ولم يصرح أعضاء المجلس العلمي الأعلى؟
حيث شارك كل من ذ. محمد يسف والدكتور محمد الوكي.
وعلى هامش الاجتماع كتب د. رشيد بنكيران “على القناة الأولى، استمعت اليوم في نشرة الزوال حديثا عن مدونة الأسرة، وقد غطت الصحفية للقناة حدث اللقاء الذي جمع بين اللجنة المكونة من الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، والرئيس للنيابة العامة، ووزير العدل والحريات.
إذ استضافت هذه اللجنة مؤسسةَ المجلس العلمي الأعلى ممثلة في كاتبها العام الدكتور محمد يسف، والعلامة الدكتو محمد الروكي، كما استضافت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
الذي لفت نظري هو أن كلتا الضيفتين؛ الوزيرة والرئيسة، نقلت القناة الأولى مداخلتهما الإعلامية الموجهة للصحافيين والرأي العام بعد انتهاء اللقاء، بينما المجلس العملي الأعلى لم نسمع منه أي مداخلة، وهنا يطرح السؤال:
ما سبب غياب المداخلة:
• هل المجلس العملي الأعلى رفض أن يقدم مداخلة للصحفيين؟؟
فإن كذلك فلا بد أن يخرج ببيان يوضح فيه ملابسات ما وقع وما المغزى من سكوته! فبعد الله سبحانه وتعالى أنتم أملنا في تمثيل صوت الشريعة على المستوى الرسمي والدفاع عنها، واعلموا أنه لا مجال للضعيف في هذه المدافعات والمرافعات، ولا يحق للضعيف شرعا ولا عقلا أن يمثل صوت الشريعة !!
• أم هل الصحافة هي التي لم تهتم بالمشاركة الاستشارية للمجلس العملي الأعلى، ولم تر أي فائدة لنقل رأيهم ومداخلتهم للمجتمع المغربي وللرأي العام!؟؟
فإن كان كذلك، فهذا يوشي أنها صحافة مؤدلجة غير بريئة تشتغل وفق أجندة معادية لعلماء الشريعة الإسلامية!!
وعليه، لا بد للمجتمع المغربي المسلم أن يؤخذ موقفا منها!!
• أم أنه توجد مداخلة للمجلس العلمي الأعلى والصحافة مستقلة وقامت بواجبها، إلا أن القناة الأولى هي من أبعدت مداخلة صوت الشريعة الإسلامية وأقصت رأي العلماء أن يصل إلى المجتمع المغربي!؟؟
فإن كان كذلك، فهذا يشير إلى أن القناة الأولى، وهي قناة يفترض أن تكون لجميع المغاربة إذ تمول بأموالهم ، أن ليست كذلك، أي ليت لجميع المغاربة، إنما هي منحازة لصوت الحداثة والعلمانية، وتسعى إلى إبرازه لوحده وقبر صوت الشريعة الإسلامية!!
وبناء على الكلام الآنف للذكر، من حقنا أن نعرف حقيقة ما وقع، ولم وقع؟”.
وأضاف د.بنكيران “من الأمور الإضافية التي تشعر المغربي الحر أن تحيزا ما موجود فإن نشرة الأخبار لقناة الأولى استضافت محامية ونقلت رأيها في التعديل المرتقب لمدونة الأسرة، إلا أن من الصدف البريئة!! كانت تلك الضيفة المحامية تترافع عن الحقوق الكونية المزعومة للمرأة وعن اتفاقيات التي صادق عليها المغرب وفق القراءة الحداثية.. صراحة لم أجد لتفسير هذا الاختيار، أقصد اختيار من ينقل صوت المحاماة إلا ما قاله الشاعر: يا قـوم لا تتكلَّـموا إن الكــلام محـرَّمُناموا ولا تستيقظـوا ما فــاز إلاَّ النُّـوَّمُ”.
تجدر الإشارة إلى أن وكالة المغرب العربي للأنباء (ماب)، وأثناء تغطيتها لأول اجتماع لمناقشة ورش إصلاح مدونة الأسرة، الذي ضم كلا من وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، ورئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية، محمد عبد النبوي، ورئيس النيابة العامة، الحسن الداكي، عمدت إلى بتر تصريح عبد النبوي الذي كان دقيقا جدا، فأفرغته من محتواه وأسقطت كل ما ذكر حول التمسك بالثوابت الوطنية وثوابت الأمة عند مراجعة المدونة وخطة العمل التي رسمها الملك في خطاب العرش 2022.