لماذا لا نستطيع شرب الماء المالح وكيف يؤدي الإفراط فيه إلى الوفاة؟
هوية بريس – وكالات
على الرغم من أن الماء ضروري لبقائنا، فإن مياه البحر المالحة لا تروي العطش، كما أن الإفراط في شربها قد يؤدي إلى الوفاة وفق موقع لايف ساينس.
فلماذا لا نشرب مياه البحار والمحيطات؟ الإجابة عن هذا السؤال واضحة ومباشرة: لأنها مياه شديدة الملوحة لا تستطيع الكلية البشرية معالجتها.
فالملح المذاب يشكل نحو 3.5% من وزن مياه البحر وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة، وإذا أزيل كل الملح الموجود في المحيطات ونُشر على كل مسطح على الأرض، فإن هذه الطبقة المالحة سترتفع أكثر من 166 مترًا أي بارتفاع يصل إلى 40 طابقًا.
يقول روب ديسال -أمين معهد ساكلر لعلم الجينوم المقارن في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي- إن ملوحة مياه البحر عالية جدًّا ويتعذر على البشر معالجتها بأمان، إذ تتطلب خلايانا تناول الماء “في شكل نقي نسبيًّا”.
ويضيف “بالنسبة لمعظم الحيوانات، تستطيع الكلى لديها أن ترشّح الشوائب من الماء، وما يحدث عندما تشرب أنت الماء المالح هو أنك تتناول الكثير من الملح الذي يحتاج الجسم الآن للتخلص منه”.
ويقوم الجسم بذلك من خلال البول الذي تنتجه الكلى عن طريق إذابة الشوائب في الماء الزائد، ثم يتم إرساله إلى المثانة للتخلص منه، ولكن يمكن للكلى أن تنتج بولًا أقل ملوحة من الدم.
وتحتوي المياه المالحة على أكثر من ثلاثة أضعاف كمية الملح الموجودة في دم الإنسان في العادة، مما يعني أنه مقابل شرب كوب واحد من الماء المالح، ستحتاج إلى شرب كوب آخر من الماء العذب على الأقل حتى تتمكن الكليتان من التخلص من كل هذا الملح، وبالتالي فلا يمكن للمياه المالحة أن تروي عطشك بل إنها تجعلك أكثر عطشًا.
تستطيع بعض الحيوانات شرب المياه المالحة، فلماذا لا نستطيع ذلك؟
بعض الحيوانات في النظم البيئية للمحيطات لديها تكيفات تسمح لها بشرب المياه المالحة بأمان، فالطيور البحرية مثل النوارس والبطاريق لديها غدد ملح متخصصة وتجاويف في مناقيرها لتصفية الملح الزائد من الماء المبتلع قبل أن يصل إلى بطونها ويتم امتصاصه في دمائها.
كما طورت الثدييات البحرية مثل الحيتان والدلافين والفقمة تكيفات مع الحياة في بيئة تكون فيها المياه العذبة نادرة أو غائبة.