لماذا لم يحترم “بلد الحريات” اختيار اللاعب المسلم “Idrissa Gana Gueye”؟!
هوية بريس – نور الدين درواش
الأصل أن الطبيعة تحارب الانحراف، والفطرة تهاجم الشذوذ، والقاعدة تغلب الاستثناء الفاسد ..
لكننا اليوم في زمان الانتكاسة، غير المسبوقة إذ لم تنتكس الفطرة وتُغَيَّر في التاريخ أبدا كما حصل في زمن سيدنا لوط عليه السلام، حين استغنى ذكران قومه بجنسهم عن النساء وعكسوا القاعدة وقالوا لسيدنا لوط ما حكاه القرآن الكريم:
{وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}.
فأصبحت الطهارة في مفهومهم المنحرف جناية بل جريمة يعاقب عليها بالإخراج والطرد والتشريد.
ويبدو أن الحرب على الفطرة اليوم قد حطمت كل الأرقام القياسية وفاقت ما حصل في زمان سيدنا لوط عليه السلام.
لقد كانت المجتمعات العالمية مهما بعدت عن الشرائع والرسالات ترفض الشذوذ وتعتبره جريمة ومخالفة تنبذها الأعراف وتعاقب عليها القوانين.
تم اندحرت هذه المجتمعات حتى وصلت لمستنقع التطبيع مع الشذوذ/المثلية والقبول به وتجريم مهاجمته… وقد اعتبر أسوياء البشرية حينها هذا الاندحار خطرا على البشرية استدعى رفضه والتنديد به وفضح أصحابه ومخططاتهم.
ثم أخيرا وقعت الكارثة فصار المرء من هؤلاء الأسوياء ملزما لثبوت براءته بالدفاع عن الشذوذ/المثلية والإشادة بها والدفاع عنها وعن أصحابها، وحمل شعارهم فيما يذكر المسلمين بمحاكم التفتيش.
فباسم الدفاع عن حرية قوم شذوا عن الطبيعة والفطرة والقاعدة، أصبحت تُنتهك حرية الغالبية القصوى ممن صانوا الطبيعة البشرية والفطرة الجبلية التي فطر الله الناس عليها.
ألا فكبروا أربعا فقد أعدم القوم إله الحرية ومعبودها، وشيعوه إلى مثواه الحقير حين اختاروا دوس حرية وكرامة من رفض النجاسة والقذارة والتخلف الذي تتنزه عنه البهائم وتترفع عنه الحيوانات بله أن تقبل به سائر الكائنات.
لقد انتقل بنا الطغيان المادي الغربي من علمانية الحكم والاقتصاد والسياسية إلى علمانية الفن والأدب، ثم وصلنا الآن لعلمانية الرياضة التي تجعلها خارج نطاق الدين والعرف والأخلاق، ووضعها فوق كل مساءلة وهذه إحدى ثمار ذلك.
لقد انتصر اللاعب المسلم إدريسا (idrissa gana gueye) للدين والطبيعة والفطرة والعقل حين رفض لعب مباراة مع فريق باريز سان جيرمان بقميص يحمل شعار ألوان قوس قزح الذي يشير للشذوذ فيما اعتبر اليوم العالمي “ضد رهاب المثليين”.
وكان المفروض أن تحترم إرادته وعقيدته وحريته طالما لم يؤذ أحدا.
لكن لجنة الأخلاقيات التابعة للاتحاد الفرنسي لكرة القدم قررت مساءلته ومعاقبته.
إنها طريقة خطيرة وغير مسبوقة لنشر هذا الفساد بين الأجيال عن طريق اللعبة الأشهر والأكثر متابعة في العالم وهي كرة القدم.
والمؤلم أن يتم هذا في فريق يرأسه رجل عربي ومسلم وأن يقبل بعض اللاعبين المسلمين بهذا السلوك الخطير.
فمتى نستفيق؟؟؟