لماذا لم يحصل العالم المغربي رشيد اليزمي على جائزة نوبل؟
هوية بريس – وكالات
وبطاريات أيون الليثيوم هي ثورة علمية وتقنية هائلة سمحت لنا بتكديس كم كبير من الطاقة في مساحات صغيرة، وهو ما سمح بتطوير الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة والسيارات الكهربائية التي يأمل الكثيرون أن تحل يوما ما محل السيارات التي تستخدم الوقود الأحفوري الضار بالبيئة.
مشكلة نوبل
بدأ العمل البحثي على استخدام الليثيوم لصناعة البطاريات منذ السبعينيات في القرن الفائت، فهو عنصر خفيف ويفقد إلكتروناته بسهولة، مما يجعل ذلك فرصة ممتازة، لكن المشكلة كانت دائما متعلقة بقدرات الليثيوم الكبيرة على التفاعل مع محيطه، مما قد يتسبب في تلف أو انفجار البطارية، لذلك كان الهدف الرئيسي دائما هو تطوير بطارية آمنة، وهو ما حدث بالفعل بحلول العام 1991.
ساهم اليزمي في الثمانينيات من القرن الفائت في دمج الليثيوم بالغرافيت لإنتاج ما يعرف الآن باسم “أنود الليثيوم-الغرافيت” الذي يستخدم في بطاريات الليثيوم أيون القابلة للشحن والمستخدمة تجاريا حول العالم في سوق تبلغ قيمته حوالي 158 مليار دولار.
بطاريات الليثيوم
نال اليزمي درجة البكالوريوس سنة 1971 في المغرب، ثم انتقل بعد ذلك إلى معهد غرونوبل للتكنولوجيا بفرنسا، ثم أتم رسالة الدكتوراه في علم المواد بمختبر تابع للمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي وتناولت دمج الليثيوم بالغرافيت والكيفية التي يمكن لهذه التقنية أن تطور بطاريات أيون الليثيوم.
ونشر اليزمي أكثر من 250 ورقة بحثية في مجاله، وهو مدرج في 70 براءة اختراع معروفة تدور كلها في مجال بطاريات الليثيوم، مثل بطارية فلوريد الكربو-ليثيوم التي تستخدم في التطبيقات الفضائية والطبية، وحصل بسبب تلك الابتكارات على جوائز من مؤسسات عدة، مثل إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا).
وحصل أيضا على جوائز مرموقة في مجاله بالمشاركة مع الحاصلين على نوبل للكيمياء 2019، فعلى سبيل المثال في العام 2014 حصل على جائزة “درابر” من الأكاديمية الوطنية للهندسة مع جون غودينوف وأكيرا يوشينو.