لماذا ننسى ذكريات الطفولة؟ دراسة علمية تكشف الأسباب

21 مارس 2025 19:15

هوية بريس – وكالات

تعد السنوات الأولى من حياة الإنسان مرحلة حاسمة من التعلم، حيث يكتسب الأطفال اللغة، والمهارات الحركية، والتفاعل الاجتماعي، ومع ذلك، نادرًا ما يحتفظ البالغون بأي ذكريات واضحة من تلك الفترة، وهي ظاهرة تُعرف باسم “فقدان الذاكرة الطفولي”.



دراسة جديدة، نُشرت في مجلة Science، أكدت أن الأطفال يتمتعون بقدرة قوية على تكوين الذكريات، لكن السؤال الأساسي الذي بقي مطروحًا هو لماذا لا يمكنهم استرجاعها في مراحل لاحقة من الحياة؟

🧪 ما السبب وراء فقدان الذكريات الأولى؟

يشرح نيك تورك براون، أستاذ علم النفس في جامعة ييل والمعدّ الرئيسي للدراسة، أن هذا الموضوع طالما أثار فضوله، حيث يقول:

“الأطفال بعمر السنة يظهرون قدرات استثنائية في التعلم، لكنهم لا يستطيعون تذكر هذه التجارب في المستقبل.”

هناك نظريات مختلفة تحاول تفسير هذه الظاهرة:

🔸كان سيغموند فرويد يرى أن الذكريات الأولى تُصبح مكبوتة بسبب آليات نفسية دفاعية.

🔸 أما الدراسات الحديثة، فتشير إلى أن قرن آمون (Hippocampus)، وهو الجزء المسؤول عن الذاكرة العرضية، لا يكون متطورًا بالكامل خلال الطفولة المبكرة، مما يجعل الوصول إلى هذه الذكريات لاحقًا أمرًا صعبًا.

🏠 دراسة جديدة لكشف اللغز

استند الباحثون إلى تجارب سابقة أظهرت أن الأطفال الذين لا يستطيعون التعبير عن ذكرياتهم لفظيًا، يميلون إلى النظر لفترة أطول إلى الأشياء المألوفة التي سبق لهم رؤيتها.

ولتجاوز العقبات التقنية في دراسة نشاط دماغ الأطفال، استخدم فريق البحث أدوات مبتكرة مثل:

اللهايات المصاصة لتهدئة الأطفال أثناء الفحوصات.

دمى محشوة لإبقاء انتباههم خلال جلسات التصوير بالرنين المغناطيسي.

صور وأنماط متحركة لجذب تركيزهم.

وشارك في الدراسة 26 طفلًا، نصفهم لا تتجاوز أعمارهم 18 شهرًا، بينما كان النصف الآخر أكبر من سنة.

🧠 كيف تتشكل الذكريات عند الأطفال؟

خلال التجربة، تم عرض صور لأوجه وأشياء على الأطفال، ثم عُرضت عليهم لاحقًا صورة سبق لهم رؤيتها إلى جانب صورة جديدة. وتم قياس مدة تركيزهم على الصور المألوفة لفهم كيفية تخزينهم للذكريات.

🔹 النتائج كانت مثيرة:

🔸 الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنة أظهروا نشاطًا ملحوظًا في قرن آمون عند رؤية صور مألوفة.

🔸 الأطفال الأصغر سنًا لم يُظهروا نفس النشاط، مما يدل على أن القدرة على تشفير الذكريات العرضية تبدأ بالتطور بعد 12 شهرًا.

🔸 كلما كان الطفل أفضل في الحفظ، زاد النشاط المسجّل في قرن آمون.

🤔 هل الذكريات الأولى تُفقد أم تبقى مخزنة؟

رغم هذه النتائج، لا يزال هناك لغز كبير حول ما يحدث لهذه الذكريات مع مرور الزمن.

🔹 يطرح الباحثون احتمالين رئيسيين:

1. ربما لم يتم تخزين الذكريات بشكل كامل في الذاكرة طويلة المدى.

2. أو أن الذكريات لا تزال موجودة، لكن الوصول إليها يصبح صعبًا لاحقًا.

يعتقد نيك تورك براون أن الاحتمال الثاني هو الأقرب للصواب، حيث تقترح النتائج الأولية أن الذكريات قد تظل موجودة حتى سن الثالثة قبل أن تبدأ في التلاشي تدريجيًا.

ويأمل العلماء في معرفة ما إذا كان من الممكن إعادة تنشيط هذه الذكريات لاحقًا عبر تقنيات حديثة، مما قد يفتح آفاقًا جديدة في فهم كيفية عمل الدماغ البشري.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
12°
15°
الإثنين
16°
الثلاثاء
17°
الأربعاء
19°
الخميس

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M