لماذا يحاول دعاة الحداثة الانتساب إلى المعتزلة؟
هوية بريس- متابعة
قال د. إدريس الكنبوري، الباحث والمفكر المغربي، إنه “من مظاهر جهل أدعياء التنوير والحداثة محاولة الانتساب إلى المعتزلة؛ وكثرة المديح لهم؛ لمجرد قولهم بالعقل؛ وهذا ما يدل على أنهم “أيتام” ليس لهم أب ينسبون إليه في التراث الإسلامي؛ وإنما يتعلقون بكل من مر”.
وأضاف الكنبوري على حسابه ب”فيسبوك”: “إنهم يدعون أن المعتزلة تبنوا العقل؛ ولكنهم لا يستعملون العقل لفهم الشرع بل لضربه؛ بينما المعتزلة وظفوه لفهم الشرع. وكان المعتزلة يجادلون فكر النصارى بالإسلام؛ وهؤلاء يجادلون الإسلام بفكر النصارى”.
وتابع: “والمعتزلة دافعوا عن القرآن وهؤلاء يهاجمون القرآن. وكان المعتزلة يسمون أنفسهم أهل العدل والتوحيد؛ وهؤلاء لا يعرفون العدل ويرفضون التوحيد؛ وكان أحد مبادئ المعتزلة الكبرى هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ أي رفض الاستبداد والظلم؛ وهؤلاء يقفون بجانب الاستبداد والظلم”.
وأردف قائلا: “والمعتزلة أثبتوا النبوة والمعجزات؛ وهؤلاء ينكرون النبوة ويسخرون من المعجزات”.
وخلص: “لذلك فإن أدعياء التنوير والحداثة لقطاء بلا أصل؛ لكنهم يحرفون التراث ليتلاعبوا به؛ ولو أن المعتزلة قاموا من قبورهم لضربوهم بالسياط على أردافهم وفرضوا عليهم الحجر”.
