لماذا يراهن تيار الحداثة على الإعلام كما راهن على الجامعة سابقا؟

09 فبراير 2023 10:47
التعاطي المفرط مع الأخبار الإجتماعية عبر السوشيال ميديا يهدد السلامة النفسية للمواطنين

هوية بريس- متابعة

قال المفكر والباحث إدريس الكنبوري، على حسابه ب”فيسبوك”: “روى وزير الأوقاف أحمد التوفيق؛ في محاضرة مسجلة ألقاها العام الماضي؛ أنه عندما حصل على البكالوريا في الستينات وذهب للتسجيل في قسم الفلسفة في الكلية؛ لم يتم تسجيله هو وعدد آخر لأن القسم كان تحت سيطرة تيار ايديولوجي معين. المعلومة مسجلة وقد علقت عليها في ندوة مسجلة أيضا عقدت قبل أشهر”.

وأضاف الكنبوري: “تيار الحداثة كان يدرك أن مصيره داخل أسوار الجامعة لا خارجها؛ لأنه كان يعرف أنه أقلية وأن خطابه مرفوض مجتمعيا؛ لذلك راهن على توجيه الطلبة وتعليبهم في قوالب جاهزة وملء رؤوسهم بالايديولوجيا لا بالمعرفة؛ والنتيجة أنه أنتج أقلية جديدة تعيد إنتاج ما تلقته على أيدي أتباع هذا التيار؛ الذي كان يساريا له موقف سلبي من الدين؛ وكان يختفي وراء نقد التراث؛ كطريقة “علمية” لتصفية الحساب معه”.

وتابع: “اليوم نجد الكثير من خريجي الجامعة تمردوا على هذا الفكر الذي صار محاصرا بين دفات الكتب فقط وفي أوساط ضيقة من المهتمين والمفكربن؛ لا امتداد له في المجتمع. وعندما ماتت الجامعة وظهرت وسائل الإعلام الحديثة قفز هذا التيار إليها؛ لذلك تجده في مختلف هذه الوسائل التي ترحب به وتحاول أن تصنع منه تيارا أغلبيا”.

وأردف الباحث المغربي: “وكما تمت محاصرة الأصوات المخالفة في الجامعة تتم اليوم محاصرتها في الإعلام؛ وهذا ما يعني أن هذا التيار الذي يرفع شعار رفض الهيمنة Domination ويردد اسم غرامشي؛ هو أكبر من يمارس الهيمنة؛ فهو يرفض الخلاف والرأي الآخر والحوار؛ ولا يريد النزول إلى الناس لاختبار نفسه. وعندما نكتب منشورات في نقد هذا التيار لا نقرأ سوى تعليقات فارغة طابعها الهجوم فقط؛ ما يعني أن هذا التيار صنع أصناما لكنه فشل في صناعة العقول”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M