لمن يبحث عن “الصفاء” أو المعركة الفاصلة.. أحمد السيد يوجه رسالة بليغة!

هوية بريس – متابعات
أكد الداعية والمصلح السعودي الشيخ أحمد السيد أن إدراك تعقيدات الواقع الإسلامي المعاصر، وفهم أبعاده ومشكلاته، لا يكتمل أثره ما لم يُترجم إلى عمل إصلاحي ملموس، يستمدّ هديه من منهج النبوة، ويستند إلى نور اليقين وحسن الظن بالله عز وجل.
وفي منشور مطول له على حسابه الرسمي بمنصة “إكس”، أشار الشيخ السيد إلى أن هناك من الناس من ” فهم واقعه بشكل صحيح وأدرك صور المشكلات وطبيعة الأعداء وخططهم وكيدهم ومكرهم، وأدرك ضعف الأصدقاء وضمور الحالة الإسلامية وحاجة الأمة إلى الإصلاح”، غير أنه ــ رغم ذلك ــ قعد عن العمل.
🔸”الواقع أصعب من أن يؤثر فيه العمل اليسير”!
وأوضح أن هذا التوقف لا يعود بالضرورة إلى ضعف في الإيمان أو نقص في الغيرة، ولا إلى تعلق بالدنيا، “وإنما لأنه لم يُوفق لمعرفة ما ينبغي عمله في مثل هذا الواقع الصعب والزمن المخيف والمشكلات المعقدة”.
وأضاف الشيخ أن من الناس من يرى أن “الواقع أصعب من أن يؤثر فيه العمل اليسير”، أو أنه “لا يحتمل رؤية واقع فيه كدر أو شائبة ولا يستطيع العمل في ظروف النقص، بل يريد واقعا صافيا ليعمل فيه أو معارك صفرية ليفني نفسه فيها فقط”، وإذا لم يجد ذلك، فإنه يختار العزلة ويقضي عمره متبرمًا متسخطًا.
ورغم أن الغيرة لله قد تُؤجر في بعض الحالات، فإن هذا الموقف ــ حسب تعبيره ــ يمثل نوعًا من “الحرمان العظيم” بسبب خسارة “أن يحمل مشعل الحق في زمن الالتباس، وأن يسير بنور اليقين وبصيرة القلب وحادي الأمل وحسن الظن في وقت العمى والغفلة وانسداد الآفاق”.
🔸 العمل الإصلاحي… هداية لا تُنال بالاجتهاد فقط
وشدّد الشيخ أحمد السيد على أن من أعظم صور الهداية الإلهية في هذا العصر، أن يُوفّق المؤمن إلى “العمل الإصلاحي الصحيح“، ذلك الذي يكون “نورا وهداية في الواقع للنفس وللغير، ويُثمر مع الزمن وطولِ الوقت، وينتج خيرا عظيماً يُستظل بظله في المستقبل”.
وبيّن أن هذا العمل الإصلاحي الحقيقي “لا يمكن أن يكون نتيجة اجتهاد شخصي أو اعتماد على الخبرة في التخطيط والإعداد”، بل “هو هداية محضة من الله الهادي النصير، سبحانه”، مؤكدًا أن هذه الهداية تنزل “على قلوب الصابرين الصادقين المخلصين، العالِمين بالله وبدينه وهدي رسوله ﷺ”.
🔹 دعاء الهداية في زمن الفتن
واختتم الشيخ منشوره بالتأكيد على أهمية الدعاء كوسيلة لطلب التوفيق الإلهي في العمل والنية، داعيًا إلى لزوم أدعية الهداية في هذا الزمن، ومن بينها:
“اللهم اهدني وسددني، اللهم إني أستهديك لأرشد أمري وأعوذ بك من شر نفسي، اللهم ألزمني سنة نبيك وهديه ومنهاجه، اللهم اهدني واهد بي، اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت، اللهم خذ بناصيتي للبر والتقوى، ووجّهني لأحب الأعمال إليك وأنفعها لعبادك”.



