لنكن شرفاء
هوية بريس – ذ. المصطفى محبوب
أمام استمرار طلبة كليات الطب والصيدلة بالمغرب في احتجاجاتهم ومقاطعتهم للدروس والامتحانات ولمدة غير يسيرة يصعب تداركها إذا لم يتم التوصل إلى الحلول في أقرب الآجال، وأمام فشل الحوار ووصوله إلى الطريق المسدود بين اللجنة الوطنية لطلبة كليات الطب والصيدلة بالمغرب من جهة ووزارتي الصحة والحماية الاجتماعية، التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار من جهة أخرى، لنا أن نطرح السؤال الآتي:
إلى متى تستمر هذه الأوضاع التي تبعث على اليأس والقلق؟
يأس وقلق يصيبان الطلبة وأولياء أمورهم وكل مهتم بشؤون هذا القطاع الحيوي الذي يرتبط به كل المواطنون ؟
وحتى إذا افترضنا جدلا أن لكل خصم وجهة نظر يعتبرها مقبولة وتحقق الجودة، فهذه الجودة الآن في مهب الريح مهما كان ” المنتصر” مع التأكيد على أن القضية ليست صراعا وعراكا يفترض أن يفوز به طرف على حساب الآخر وإنما القضية قضية وطنية ينبغي أن نكون جادين وحريصين أشد الحرص على الجلوس إلى طاولة الحوار بانفتاح يقبل الاختلاف والرأي والرأي الآخر وبأسلوب لائق يحترم الكرامة الإنسانية مع اعتبار أن كل حلحلة لهذا المشكل تعد انتصارا لجميع الأطراف وقيم المواطنة تستدعي تغليب المصلحة العليا وحسم المشكل بأقل الأضرار الممكنة. وكم قضية وطنية شائكة بلغ فيها الاختلاف مبلغه لكن تم تجاوزها بالحوار والمشاورات والإرادة وحسمها نهائيا بالتوافق. لماذا عجزنا اليوم عن هذا الحسم والتوافق؟ وهل الوضع يقبل هذا التماطل في التوصل إلى الحل والسنة الدراسية على وشك الانتهاء والأمر يوحي أن السنة البيضاء تلوح في الأفق لا قدر الله؟ وحتى إذا استبعدنا هذا المآل السيء الذكر، ترى هل ما تبقى من الأسابيع القليلة كفيل بتحقيق الجودة واستيعاب المضامين كلها أو جلها؟
في اعتقادي المتواضع لا بد من تدخل أطراف أخرى لها مصداقية كوسيط لوضع حد لهذا الملف الشائك.
وهذه الأطراف يجب إشراكها في الحوار وفي صياغة بنود الاتفاق التي ترضي كل الأطراف لننقد السنة الدراسية من جهة ومن جهة أخرى حتى نعطي مصداقية أكثر لمؤسساتنا الجامعية ولباقي المؤسسات الوطنية الأخرى، لأن صدى هذه المقاطعة تجاوز حدود المملكة الشريفة وبالتالي يضر بصورة المغرب.
ومهمة هذه الأطراف تشكيل لجنة يمكن تسميتها ” لجنة الحكماء” تكون بمثابة حكم يلتزم الجميع بالمقترح الوسط الذي يتم التوصل إليه، هذا مع توفر الإرادة لدى الجميع. يستحسن ان تضم هذه اللجنة أعضاء من :