ليست إيران من يحرق البيت السني.. فاستفيقوا يرحمكم الله

هوية بريس – إبراهيم الطالب
في رأيي، الذين يغرقون الناس في نقد إيران ومشروعها الصفوي الرافضي، الذي يعبر عن تاريخها ووجودها وكينونتها، هم يخدعون أهل السنة، ويزيدون في غيهم وتيههم.
وإن مثلهم كمثل من قام أبوه وأخوه وزوجته بإضرام النار في بيته، فلما انتبه لمتاعه وماله يشتعل نارا، قام يصرخ ويملأ العالم ضحيجا.
وبدل أن يعمل على إطفاء النار، ويستنقذ أبناءه وما استطاع من متاعه من ألسنة اللهب، أشغل جيرانه ومحبيه ومنعهم من أن يساعدوه، حيث جمعهم بصراخه وجلس بينهم يبكي تارة، ويولول تارة اخرى، ويشجب من باع لأبيه وأخيه وزوجته أعواد الكبريت والبنزين.
أشغل نفسه وجيرانه بالبحث عن جواب لسؤال يعتقده كبيرا: كيف تسمح الدولة ببيع أعواد الكبريت للناس دون حذر، ثم غرق في الكلام ثم الكلام ثم الكلام، وكال السب والشتم لمحطة بيع الوقود التي باعت لأهله البنزين، مع علمه التام أنهما (أي صاحب الحانوت ومالك المحطة) من مصلحتهما أن يندثر بيته لأنهما يريدان توسيع محطة البنزين وتوسيع مشروع صناعة الكبريت.
كل الناس كذلك يعلمون، لكن يعلمون كذلك أن صاحب المحطة هو من يضع القوانين وهو من له القوة والصلاحية للبحث في تفاصيل القضايا الإجرامية ويحقق فيها.
وصاحب الحانوت هو من ينفذ مخرجات التحقيق.
فلما رأى الناس عدمَ اكتراثه والبيت يشتعل والنار تزداد اضطراما، والأبناء يبكون ويصيحون انفضوا عنه وتركوه يتكلم ويشجب ويسب.
وبقي المسكين مرة يمشي عند صاحب الحانوت، ومرة يتصل بصاحب محطة الوقود، وأبوه وأخوه وزوجته ينظرون إليه نظر من لا يهمه إلا أن يخرج هو وأبناؤه من البيت حتى يبيعوا الأرض المحروقة لصاحبَي مشروعَي الوقود والكبريت.
إن البيت السني اليوم يُضرم النارَ فيه أبوه ممن يدعي الدفاع عن السنة من الدول الخليجية، من الإمارات والسعودية والأردن ومصر والبحرين والسلطنة وغيرها من الدول التي تسكن الخليج والشام.
البيت السني يشتعل نارا لأن إخوة صاحب البيت متواطئون مع صاحب الوقود والكبريت، وهم كل المطبعين مع المجرمين، المتواطئين معهم على تنزيل صفقة القرن على الأرض السنية، هذه الصفقة التي تقتضي حرق البيت السني وقتل الأبناء، هم مستعدون لترك دين الأسرة وعقيدة آبائهم وأجدادهم ويلتحقوا بالاتفاق الإبراهيمي، المهم أن يقبضوا نصيبهم من الأرض بعد احتراق البيت.
البيت السني اليوم تحرقه زوجته التي قبلت منذ زمن بأن تخون زوجها مع مالكَيْ المحطة والحانوت، تمام مثل امرأة لوط عليه السلام، رضيت أن يُحرق أبناؤها من أجل متعة محرمة وبضعة ملايين هي نصيبها من الصفقة، حيث أوهموها أن زوجها هو خصم لها وأن حقها في البيت يضمنه عرف حق الكد والسعاية، الزوجة هنا هي جمعيات المثقفين الخونة والحقوقيين السماسرة وكل النخب التي تمارس العهر الثقافي والزنا الحقوقية كل ليلة.
إن على أهل السنة أن يواجهوا الحقيقة، فليست إيران هي المسؤولة عن وضعهم المزري، ليست الشيعة هي من أتى بالإنجليز وأعانهم على إسقاط آخر خلافة إسلامية حفظت المسلمين ستتة قرون من الصليبيين، والغريب أنها كانت خلافة تركية وليست عربية دولة خلافة الأتراك هي من فتح القسطنطينية 1453م في الوقت الذي كان فيه العرب في الأندلس كل عشرة أعوام يسلمون الحواضر التي شيدها آباؤهم، حتى آخر حاضرة وهي غرناطة 1492م.
ليست إيران هي من شاركت في تنزيل خريطة سايس بيكو، وتواطأت على صناعة الكيان الصهيوبي مقابل حكم ليس لهم فيه سوى عقد تسيير لدويلات مشاركة في بيع الوقود والكبريت يستخلصون من ورائه دولارا مغموسا في الدم وكأسا وغانية.
ليس إيران هي من أدخلت الأصنام إلى الجزيرة اليوم باسم التعايش، وليس هي من مَلَّك ثروات الأمة السنية لأعدائها.
باختصار، ليست إيران من يشعل البيت السني ولا من يحرق أبناءه اليوم، فمن أراد الحق فليوجه كلامه ونقده وشجبه للأب والأخ والزوجة.
صحيح أن إيران لها مشروع توسعي فوق جسد الأمة، وتتمنى لو استحوذت على الحرمين وكل شبر من الخريطة السنية.
وصحيح كذلك أن إيران هي مَن ساعد الأمريكان والإنجليز والغرب في إسقاط العراق وإشعال النار فيه، لكن العرب السنة هم من فتحوا لها الأبواب، ألم تكن جيوشهم جزءا من التحالف الذي غزا العراق وأسقط بغداد، فلماذا نلوم مقتدى الصدر الشيعي على شنق صدام يوم عيد الأضحى.
صحيح أن إيران المجرمة هي من يسر لأمريكا إسقاط حكومة طالبان السنية الأولى التي وحدت البلاد، ومنعت زراعة المخدرات وصفَّت تركة الاتحاد السوفييتي في البلاد، لكن أليس صحيحا أيضا أن كل العرب شاركوا في الحرب على الإر.هاب الذي لم يكن سوى الإسلام، وعلى الإر.ها.بيين الذين لم يكونوا سوى المجاهدين؟
ألم تشارك حكومات العرب قاطبة في اعتقال مئات الآلاف من أبناء السنة لأنهم رفضوا الخضوع للمخطط الإمبريالي الغربي؟؟
لذا، إذا أردنا نحن السنة أن نسترجع أنفسنا التي بيعت، فعلينا أن نواجه الحقيقة وندع الوهم، فالسنة اليوم لا دولة لهم تمثل عقيدتهم، وتنافح عن هويتهم ومشروعِهم الوجودي، فمن كان ناصحا، فعليه أن يدعو الأمة السنية أولا إلى أن توجِد من يمثلها في الصراع الدولي الذي يلتهم فيه القوي الضعيف، يجب علينا أن يكون للأمة حكومات تحفظ ثرواتها وتبني اقتصادا يستوعب طاقات أبنائا التي تستفيد من كفاءاتهم دول العرب الإمبريالي، بعد أن صرفت الملايير في تكوينهم.
لذا، رجاء لا تزيدوا في القرف والامتعاض والحزن بالإطناب في بيان عداء الشيعة الصفوية للسنة، فأبناؤكم يحترقون في بيتكم على يد أخيكم وأبيكم وزوجتكم، فاستفيقوا يرحمكم الله.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم



