ليس هذا تنويرًا.. بل محاولة لزرع الكراهية ضد الإسلام والعرب

هوية بريس – شريف السليماني

في الدول الغربية، حيث أعيش، لا أحد يجرؤ على المساس بالأديان أو الأعراق أو اللغات المكوِّنة لهوية الشعوب.

الحرية هناك تقف عند حدود احترام الآخر.

من يتجاوز تلك الحدود يُواجَه بالقانون والمجتمع، بل قد يُحاكم بتهم تتعلق بخطاب الكراهية، أو التمييز العنصري، أو ازدراء الأديان.

أما في بعض بلداننا، للأسف، فقد تحوّل شعار “حرية التعبير” إلى سلاح يُشهر في وجه الإسلام والعروبة دون رادع.

لا أتكلم من فراغ، بل أستند إلى ما يتكرر في خطابات وأحاديث بعض الأسماء المعروفة في المغرب مثل أحمد عصيد ومحمد الفايد، ممن أصبحوا يمثلون تيارًا “فكريًا” يُكثر من الطعن في الدين، أو التقليل من شأن العرب والعربية، أو التشكيك في قيمة الدعاء والعبادات، أو وصف الدين كعائق للتقدم.

بل وصل الأمر بأحدهم أن أعلن انسلاخه عن الإسلام، ثم استمر في الهجوم عليه ليل نهار، ساخرًا من تعاليمه، مشككًا في أثره، ومصوّرًا كل مظاهره كعقبة أمام “التقدم”.

فهل يُعقل هذا؟

إذا كنت قد خرجت من الإسلام، فاحترم نفسك على الأقل… واصمت.

أما أن تتحوّل إلى خصم دائم لدين شعب بأكمله، فتلك ليست حرية، بل عدوان على هوية جماعية.

المفارقة العجيبة، أن هؤلاء يدّعون أن الغرب قدوتهم، لكنهم لا يقتدون بالغرب إلا في الهجوم، لا في الاحترام.

فالغرب لا يسمح لأي مفكر أو مثقف أن يُهين طائفة دينية، أو يُحمّل قومًا بعينهم مسؤولية التخلف، أو يُشكك في عباداتهم.

بل أكثر المفكرين الغربيين علمانيةً واحترامًا لحقوق الإنسان، يحترمون الأديان، ويحترمون المتدينين، ولا يُهاجمون عقائد الناس.
إذًا…

لماذا يُسمح في بلد مسلم، في قلب أمة مسلمة، بما لا يُسمح به حتى في بلاد غير مسلمة؟

من الذي منح هؤلاء حق السخرية من الدعاء، واتهام العرب بأنهم سبب التخلف، وتصوير الإسلام كأنه عبء حضاري؟

أنا لا أطالب بإسكاتهم، ولا بتكميم الأفواه.

كل ما أطلبه بسيط وواضح:

الاحترام.

احترام الدين، احترام العربية، احترام هوية الأغلبية.

من شاء أن يختلف، فليختلف بأدب.

من شاء أن ينتقد، فليكن نقده بناءً.

أما من يجعل من “التنوير” مشروعًا لطعن الأمة في جذورها… فذلك تفكيك لا تفكير، وهدم لا إصلاح.

لقد أصبحت بعض “العلمانيات” عندنا، بكل أسف، أداة هدم بدل أن تكون أداة تنوير.

فليسمع الجميع:
حرية التعبير لا تعني حرية الإهانة.

وما لا نقبله لأنفسنا في الغرب… لن نقبله في بلداننا باسم أي شعار.