ليلة سقوط PJD
هوية بريس – ذ. عبد اللطيف لبقادري
ما أشبه اليوم بالبارحة، لا أدري كيف انتابني صباح 9 شتنبر 2021 نفس الشعور الذي أحسست به في 9 ابريل سنة 2003 عندما أصبحت على خبر سقوط بغداد واختفاء جيشها من الشوارع والخنادق. لم استوعب ماذا جرى؟ اذ كيف لجيش لم يصبح موجودا عن بكرة ابيه بكل رتبه وسلاحه وفيالقه؟
أمر أرهق فكري حينها حتى تناقلت الأخبار فيما بعد عن اختراق قبلي للمخابرات الامريكية للجيش العراقي بشراء ذمم كبار الضباط حتى يسهلوا عملية اجلاء الجيش بتلك السرعة.
وها هو نفس الإحساس بنفس الحيرة تعود الى خاطري في ليلة سقوط حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية. كيف تتقهقرمرتبة حزب من أكبر الأحزاب المغربية وأكثرها تنظيما فضلا عن تمتعه بترسانة من المناضلينوالمتطوعين الى سفح الهرم؟ إنها حقا سقطة حرة من أعلى الجبل!
وكيف تنبعث أحزاب من مرقدها كنا نظن أن مدة صلاحيتها قد انتهت، وأنها لا تشكل رقما مهما في الحياة السياسية المغربية؛ إلا أن تملأ جزءا من كراسي البرلمان حتى صارت جزءا من الديكور المألوف الذي لا يلتفت اليه، حتى يتفاجأ الجميع باحتلالها مراتب متقدمة وحصولها على عدد مهم من المقاعد البرلمانية. سبحان من يحيي العظام وهي رميم!
اعتقدت لوهلة أن الأمر يعود الى تصويت عقابي من المواطنين المغاربة نضرا لثلة من القرارات اللا شعبية للحكومة المغربية، والتي كانت برئاسة PJD؛ لكن الأحزاب المتصدرة للمشهد الانتخابي اليوم كانت تسير قطاعات وزارية وازنة تعنى بالشأن الاجتماعي والاقتصادي للمواطن المغربي فكيف لم ينتبه الناخبين الى هذا الامر ويشركهم في تصويته العقابي؟
كيف بحزب يترأسه تاجر وأغنى أغنياء القارة الافريقية أن يتربع على رأس الحصيلة الانتخابية؟ وهو الشخص الذي قاطع المغاربة شركاته في 2018. وكأن الشعب المغربي يتمثل المثل العربي المشهور كالمستجير من الرمداء بالنار.
ختاما، باءت كل تجارب الإسلاميين لتسيير الشأن العام في العالم العربي بالفشل والزوال؛ منها من سالت فيه الدماء كما وقع في مصر ومنها من اخترق فيها الدستور كما في تونس ومنها ما وقع ليلة سقوط PJD بالمغرب. وبعيدا عن لغة المظلومية إنه أمر دبر بليل كليلة سقوط بغداد مع الفارق في التشبيه طبعا!