لَا تيأسوا..

31 مارس 2025 17:54

هوية بريس – يوسف محفوظ

في عيدِ الفطر الماضي، كانَ الواقع السوريّ كالآتي:

• النظام يسيطر على معظم مساحة البلاد، دون وجود “تهديد حقيقي” يظهر له.

• العالم العربي + تركيا يتسابقون للتطبيع معه و الاعتراف به.

• الصورة العامة للثورة السورية أنها تجربة فاشلة، و تم إجهاضها، والثوار يتحملون مسؤولية تدمير بلدهم وحمل السلاح على “ولي الأمر”، و النظام لن يسقط اليوم، إذا لم يسقط من قبل!

• مظاهرات في إدلب ضد الهيأة، و اتهامات للجولاني أنه “بياع كلام”، وأنه يريد تأسيس دولة تتبع له في إدلب!

خلالَ أيامٍ من معركة “ردع العدوان” و التي لم يحسب لها أحد حساباً، انقلب هذا الواقع 180 درجة، و في أيام كانت دمشقُ تحتَ حكم المجاهدين، بعدما فُتحت حلب و حمص و درعا و مئات القرى، و كُسرت شوكة النصيرية بعدَ نصف قرنٍ من حكمهم .

بعدَ سقوط المدن، و تهجير الثوار، و رؤية الإجرام و الإبادة و التهجير .. كان البعض يتساءل:

أينَ العدالة الإلهية ؟ معقول أن ملياري مسلم ليس فيهم دعوة مستجابة ؟

ٱنتكس كثيرون دينياً، وٱنتكس آخرون دنيويا، فبدلوا جلد دعم الثورة بجلدِ “فتنة بين المسلمين” و”مؤامرة”..

والحقيقة التي ظهرت اليوم، أن رحمة الله كانت في تأخير نصر الثورة!

نعم، كانت تلك رحمة الله و حكمته !

ومن يعرف الواقع السوري، يعرف أن الثوار لم يكونوا مهيئين أبداً للحكمِ قبل اليوم، في ظل التناحر الداخلي بين الفصائل، و في ظل نقص التجربة!

لقد كانت إدلب “رعاية الغنم” التي علّمت الثوار كيف يديرون دولة، بعقلية الدولة لا عقلية الثورة!

أحطاؤهم هناكَ، تجربتهم هناك، وسياسة توحيد الصفّ و حصر السلاح ومراجعة الأفكار.. هي التي جعلتهم اليوم يحكمون سوريا، بكل تحدياتها و المؤامرات عليها.

لم تنته الحكاية .. مازالت هناكَ تحديات كثيرة، و لكن فتحَ دمشق، كفتحِ مكةَ في رحلةِ الإسلام، لم تنته الرحلة هناك، ولم يكن ذاك النصر النهائي، لكنه بالتأكيدِ كانَ أعظمَ الٱنتصارات.

عيدُ فطر مباركٍ على الشّامِ..

وكل عامٍ ودمشق تحتَ حكمِ الموحّدينَ.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة