“مأساة القرن”.. قصف وجوع في قطاع غزة عشية رمضان
هوية بريس – متابعات
يتواصل العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة، الأحد، في وقت يواصل المجتمع الدولي تعبئته لإيصال “المساعدات الإنسانية” إلى السكان المدنيين والمهدّدين بالمجاعة عشية رمضان في القطاع المحاصر.
في اليوم السادس والخمسين بعد المئة (155) للحرب وفيما فشلت جهود التوصل الى هدنة بحلول شهر رمضان الذي يبدا الإثنين، ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة العدوان الصهيوني الهمجي إلى 31045، غالبيتهم من النساء والأطفال.
في مدينة رفح الجنوبية، قال مؤمن أحمد لوكالة فرانس برس ” توقّعنا أن يأتي أول يوم رمضان ونعود إلى منازلنا وأن تكون الحرب قد انتهت. لكن ماذا نفعل؟ كما ترون… القصف مستمرّ منذ الصباح!”، مضيفا أن إحدى الغارات استهدفت سيارة وأوقعت ضحايا.
وقال مصدر مطلّع على المفاوضات التي تشارك فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر كجهات وسيطة، “كان من الأفضل لو تمّ التوصل إلى اتفاق” قبل بدء رمضان، لكن ” سيتمّ تسريع الجهود الدبلوماسية في الأيام العشرة المقبلة” بهدف محاولة التوصل إلى اتفاق خلال النصف الأول من رمضان.
وخلال شهر رمضان، ستتجّه الأنظار أيضًا نحو المسجد الأقصى في القدس المحتلة الذي يشهد عادة تضييقا واستفزازا من طرف قوات الاحتلال للمصلين والذي ينتهي في الغالب بصدامات ومواجهات عنيفة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني، دانيال هاغاري، إن الكيان الغاصب يستعد “لجميع السيناريوهات المحتملة” خلال شهر رمضان.
وفيما يخيّم شبح المجاعة الوشيكة على غزة، وفق الأمم المتحدة ومقاطع فيديو وروايات يومية قادمة من القطاع الفلسطيني المدمّر، أحصى المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة 25 شخصا توفوا حتى الآن “غالبيتهم أطفال نتيجة سوء التغذية والجفاف والمجاعة”.
“لا شيء غير الماء”!
في مدينة غزة، قالت براق أبهر وهي تحمل طفلتها الباكية بين ذراعيها “وصلت إلى حدّ أنني أرضع طفلتي الماء حتى لا تفقد حياتها. أنا مضطرة. ابنتي لا تشبع. لا توجد تغذية لا للأم ولا للطفل، ولا يوجد حليب. وإن توافر، فهو غال ويصعب الحصول عليه”.
والأحد، مثل كل يوم تقريبا منذ أسابيع، ألقيت طرود غذائية ومساعدات طبية على قطاع غزة بالمظلات.
ونفّذ الجيش الأردني الأحد عملية إنزال مساعدات جديدة بمشاركة طائرات أمريكية وفرنسية وبلجيكية ومصرية.
وتجمّع مئات الأشخاص لالتقاط المساعدات وفق مصوّر لوكالة فرانس برس رافق العملية من على متن إحدى طائرات سلاح الجو الملكي الأردني.
لكنّ الأمم المتحدة ترى أنّ عمليّات إلقاء المساعدات جوًّا وإرسال المساعدات من طريق البحر، لا يمكن أن تحلّ محلّ الطريق البرّي.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأحد إن المنظمة تمكنت السبت من تسليم “مستلزمات جراحة العظام والصدمات لـ 150 مريضا” وبعض الوقود إلى مستشفيي الأهلي والصحابة في شمال القطاع.
وكتب غيبريسوس على منصة “إكس” أن المستشفيين يعملان “بقدرات محدودة، ويفتقران إلى الغذاء والوقود والكوادر المتخصصة وأدوية التخدير والمضادات الحيوية وأجهزة التثبيت الداخلي”.
وقال “نحن بحاجة إلى الوصول المستمر والآمن إلى المرافق الصحية من أجل تزويدها بمستلزمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة التي تشتد الحاجة إليها وعلى أساس منتظم. أوقفوا إطلاق النار”.
وتحذّر الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص من سكّان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون، مهدّدون بالمجاعة. وقد نزح 1,7 مليون من السكان بسبب الحرب، ويتكدّس 1,5 مليون منهم في مدينة رفح في أقصى الجنوب قرب الحدود المغلقة مع مصر.
وفي إطار الممرّ البحري الإنساني الذي يعمل على تجهيزه الاتحاد الأوروبي بمساندة بعض الدول العربية، تستعدّ أوّل سفينة محمّلة بالمساعدات للانطلاق من قبرص في اتجاه قطاع غزة.
وأظهرت مواقع تتبّع السفن أن السفينة “أوبن آرمز” (الأذرع المفتوحة) ما زالت في لارنكا مساء الأحد. ونقلت وكالة الأنباء القبرصية عن المتحدث باسم الحكومة كونستانتينوس ليتيمبيوتيس إنه من المتوقع أن تغادر السفينة “خلال الساعات المقبلة”.
وأوضحت لورا لانوزا، المتحدثة باسم منظمة “أوبن آرمز” الإسبانية غير الحكومية المشاركة في المشروع، أن الاحتلال الصهيوني فتّش الشحنة السبت.
وقالت إن المنظمة الشريكة لها “وورلد سنترال كيتشن” (المطبخ المركزي العالمي) “لديها أشخاص في غزة” وتقوم “ببناء رصيف موقت” لتتمكّن من تفريغ البضائع لدى وصول الباخرة. ولكن تسليم المساعدات وإيصالها إلى من هم بأمس الحاجة لها يبقى تحدياً هائلاً في ظل المعارك والقصف الصهيوني المستمر في القطاع.